كيف نخدم وطننا

كيف نخدم وطننا

ما أجمل أن ترى شباب الوطن ينطلقون جماعاتٍ متطوّعين من أجل خدمة أوطانهم ، فتراهم يشاركون في تنظيف الشّوارع و الطّرقات ، و ترى بعضهم يقوم بدهان الجدران التي شوّه صورتها العابثون ، فأجهزة الدّولة مهما بلغت من التّقنيّة و التّطور و العطاء ، تكون أحياناً قاصرةً عن أداء كلّ المهمات و تأديتها على وجهها المطلوب ، فالوطن يحتاج باستمرارٍ إلى سواعد ابنائه ، و الشّباب بلا شكٍ هم ركيزة المجتمع و عماده ، و العنصر الفاعل فيه ، لذلك يعوّل الوطن على عطائهم دائماً ، فبدون الشّباب تهرم الأمّة و تشيب ، و إنّ خدمة الوطن هي عبادةٌ يبتغي المسلم من ورائها الأجر من الله سبحانه و تعالى إذا احتسب علمه في سبيل الله و ليس للرّياء و السّمعة ، فإنّما الأعمال بالنّيات ، و كم أحزنني قول أحدهم حين نصحته أن لا يرمي بالقاذورات في الشّارع حيث كان ردّه أنّه يؤمن بأنّ لكلّ واحدٍ في المجتمع عمله ، أي أنّه يرى بأنّ عامل النّظافة هو من واجبه تنظيف الشّوارع و إذا لم تكن ملآ بالقاذورات و الأوساخ فما الدّاعي لجهده إذن ، و ما فطن هذا الجاهل أنّ رمي القاذورات هو ذنبٌ يحاسبه الله عليه ، فضلاً عن أن تصرفه ذلك سبّب زيادة العبء و التّعب على عامل النّظافة ، فالأصل في المجتمع هو أن يحافظ كل فردٍ فيه على نظافته و نظافة مكانه و شارعه و قريته ، فيتقاسم الجميع الأعباء بروح المسؤوليّة و الانتماء للوطن ، و إنّ وجوه خدمة الوطن كثيرةٌ ، فما أبرز الأعمال التي من الممكن أن يؤدّيها الإنسان و تكون فيها خدمةٌ لوطنه ؟ .

يستطيع الإنسان خدمة وطنه بطرقٍ شتّى ، فبعض الشّباب يشكّلون مجموعاتٍ تطوعيّةٍ تقف جنباً إلى جنبٍ مع موظفي الدّولة لتيسير أمور النّاس في حياتهم و معاملاتهم المختلفة ، و كم أسعدني حين رأيت شباباً متطوّعين في الحرم المكّي يقومون بمساعدة الحجاج كبار السّن و إرشادهم ، و يستطيع الإنسان خدمة وطنه بابتكار كلّ ما هو جديدٍ نافعٍ في مجال الحياة يعود نفعه على وطنه و أمّته ، و قد رأيت بأمّ عيني في ظلّ الظّروف الجويّة السّيئة من ثلوجٍ و مطرٍ شديدٍ شباب تطوّعوا لإزالة الثّلوج من الطّرق و البيوت في صورةٍ من صور التّكافل و التّعاون الكثيرة التي يبدع فيها شبابنا اتجاه و طنهم .

المقالات المتعلقة بكيف نخدم وطننا