خلقَ الله تعالى الإنسان وكرّمه عن بقيّة الكائِنات الحيّة الأُخرى التي خلقَها، وأعطاه العقل الذي من خِلاله يُميِّز بين الصَّواب والخاطِىء، وأحسن خلقَه وأبدَع فيه، ومن هنا جاءَت حقوق الإنسان التي تحاوِل المنظَّماتُ نشرَها بين أبناءِ المجتمع، ولكن يجب ألّا تقتصِرَ الأمور على التّركيز على وضع القوانين والأنظمة التي تحمي الحقوق دون اللّجوء إلى تعريفِ أفراد المُجتمع بهذه الحقوق؛ فالتثقيف له أهميّة كبيرة في التطوّر والرِّقي في المجتمعات، وقد بيَّن الدّين الإسلامي هذه الحقوق وحماها من خِلال التّشريعات التي فرضها على المسلمين.
تعريف حقوق الإنسانهناك تعريفٌ واسعٌ حسب المَنظور الذي يُعتَمد عليه في التّفسير، فيمكن تعريف الحقوق بأنّها عِبارة عن مجموعة الحرّيات والأمور المُستحقّة للإنسان كونه إنساناً، وتكون مفروضة ويجب الالتزام بها من جميع الجِهات. وأوّل هذه الحقوق وأهمّها هي حقّ الكَرامة، وحقّ حِفظ هذه الكرامة، فلا يجوز لأيّ أحدٍ أن يخترِقَ هذا الحّق أو يُحاول إلغاءَه، وحقّ كرامة الإنسان يشتمِلُ كذلك على حقِّ الحياة الكريمة التي تحفظُ جميعَ حقوقِه، وحقّ الحريّة الذي يُتيحُ للشّخص التحدّثَ والتصرّف بحرّيته بما لا يُسبّب الضّرر للآخرين.
طرق التّثقيف بحقوقِ الإنسانإنّ عمليةَ تثقيفِ الإنسان بحقوقِه منذ الصِّغر لها الأثر الكبير في إنتاج جيلٍ واعٍ وقادرٍعلى الإبداع والتّطوّر، بعيداً عن التّقليد والتّهميش، فما زالت هناك العديد من بِقاع الأرض التي تستبيح حقوقَ الإنسان وتحرِمه من أبسطها وهو حقّ العيش بكرامة واحترام. عندما يَعي الشّباب حقوقهم فإنهم يقِفون عند واجباتهم وعند الخطوط التي لا يجب تجاوزها من أجل تحقيق حياةٍ مستقيمة لجميع الأطراف دون التّعدي على حياةٍ أحدٍ.
ولا يجب أن نُهمل أنَ تعريف أفرادِ المجتمع بحقوقِهم يحميهم من استغلال أربابِ العمل وأصحابِ المشاريع؛ فبعضهم يعمي الجَشَع والطَّمع بصرهَم وبصيرتَهم، ممّا يجعلهم يستبيحون فرضَ القيودِ على الأيدي العاملة لديهم وإجبارهَم على العمل لساعاتٍ طويلةٍ دون الحصول على ما يستحقّونه من أجرٍ مقابل عملهم.
المقالات المتعلقة بثقافة حقوق الإنسان