التعاون التعاون هو مساعدة الناس بعضهم البعض لقضاء حوائجهم، وهو عبارة عن سلوكٍ حضاري يُظهِر مدى رقي المجتمع وترابط أفراده معاً، فالإنسان الذي يعيش ضمن مجتمعٍ لا يمكن له أن يقوم بكل ما يحتاجه لوحده فهو دائماً بحاجة أخيه الإنسان، وقد حثّ الإسلام على التعاون وشجّع على القيام به، فقد قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة: 2].
كان صلى الله عليه وسلّم القدوة الحسنة، وضرب مثلاً رائعاً في التعاون، فكان يحمل الطوب على كتفه أثناء بناء المسجد النبوي، وشارك الصحابة في حفر الخندق، وربى الصحابة على أنّ المسلمين معاً داخل المجتمع كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً وبأنهم كالجسد الواحد يتعاون أجزاؤه معاً، لذلك يجب على الآباء والمعلمين تربية الأبناء تربيةً تزرع فيهم حب العمل وتقديم المساعدة للغير.
مظاهر التعاون في المجتمع يتكوّن أي مجتمعٍ وفي أي زمن من الأزمان من مجموعةٍ مختلفةٍ من البشر، فهناك الغني والفقير، القوي والضعيف، العالِم والجاهل، السيد والمسود، وعليهم جميعاً التعاون من أجل المحافظة على كيان المجتمع، وتتعدد مظاهر التعاون في المجتمع فكل فردٍ يمكن له أنْ يكون متعاوناً حسب مكان وجوده، ونذكر منها:
- الصدقة والزكاة: فعند إخراج المسلم لزكاة ماله وتقديمها للمحتاجين فإنّه بذلك يسد حاجة الفقراء والمساكين ويلبي لهم احتياجاتهم ورغباتهم.
- إكرام الضيف: فإكرام الضيف يظهِر مدى تعاون أفراد المجتمع معاً ومحبتهم لبعضهم البعض ورغبتهم في تقديم الأفضل.
- إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج ومشاركة الناس في أفراحهم وأحزانهم.
- المشاركة في الأعمال التطوعية لتنظيف الحدائق العامة والمساجد وترميم البيوت للمحتاجين.
- توفير التعليم، فعلى الحكومات وأصحاب القرار في المجتمع توفير فرص عادلة لتعليم أبناء المجتمع، وكذلك يقع على عاتقهم توفير فرص العمل، والتأمين الصحي والمسكن، كما يمكن أن يقوم المعلم بالتعليم المجاني في أوقات فراغه، والطبيب بتقديم العلاج المجاني في أوقات فراغه.
- قيام العلماء بتعليم الجاهلين أمور دينهم وجميع ما يحتاجونه من معلوماتٍ ومهاراتٍ في حياتهم.
أهمية التعاون في المجتمع - تربية الأبناء بشكلٍ سليمٍ وصحيح، فالتعاون داخل الأسرة الواحدة ينّمي مهارات الأبناء ويزيد قدرتهم على التعاون خارج نطاق الأسرة وداخل نطاق المجتمع.
- المحافظة على بقاء المجتمع الإنساني قائماً، فلو عمل كل فردٍ في المجتمع لوحده دون أن يمد يد العون لأخيه لهلك المجتمع وهلكت البشرية جميعاً.
- المحافظة على تماسك المجتمع معاً ونشر المحبة وتقوية الروابط بين أفراده، وتطهير نفوس الفقراء والمحتاجين من كره إخوانهم الأغنياء وحسدهم، وفي نفس الوقت تطهير نفس الأغنياء من البخل والتكبر.