الوضوء والصلاة أمر الله تعالى المسلمين عند التوجه إلى الصلاة بالوضوء، فالوضوء هو طهارةٌ لجسد المسلم فمن غيره لا تتمّ الصلاة، وللوضوء فوائد كثيرة فهو يتخلّص من الجراثيم والميكروبات، ويمدّ الجسم بالطاقة الإيجابية التي تخلصه من التوتر والضغط العصبي، فإن أتمّ المرء الوضوء بالشكل الصحيح تصحّ صلاته، فالصلاة هي فرضٌ على كلّ مسلمٍ ومسلمة، وهي العبادة الروحانية التي يتقرّب بها المرء من الله تعالى، ولها خطوات لا تبدأ إلّا بالترتيب، وقد حدّدها الشرع بخمس صلواتٍ، هي: صلاة الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وسنتعرف في هذا المقال على الطريقة الصحيحة للوضوء والصلاة.
خطوات الوضوء ذكرت الآيات الكريمة في القرآن الكريم كيفية الوضوء، في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[المائدة: 6]، وقد تعلّم المسلمون كيفية الوضوء الصحيح عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم ، وهي كالآتي:
- النية في التوجه إلى الله تعالى، ثمّ البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم).
- غسل الكفين ثلاث مرات، ثمّ مضمضة الماء في الفم ثلاث مرات، والاستنشاق ثلاث مرات وهو جلب الماء إلى الأنف عن طريق التنفس، وغسل الوجه ثلاث مرات من بداية الشعر إلى آخر الذقن.
- غسل اليد اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات، وغسل اليد اليسرى إلى المرفق ثلاث مرات.
- المسح على الرأس مرّةً واحدةً، ثمّ المسح على الأذنين مرّةً واحدة (داخل وخلف الأذن معاً).
- غسل القدم اليمنى إلى الكعبين مع تخليل الماء بين الأصابع، ثمّ غسل القدم اليسرى إلى الكعبين كذلك، وبعد الانتهاء من الوضوء يجب ذكر الدعاء الآتي: (أشهد أن لا إله َ الا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه . اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهِّرين، فُتحت له ثمانيةُ أبوابِ الجنةِ، يدخل من أيّها شاءَ)[صحيح الترمذي].
خطوات الصلاة - بعد الوضوء الصحيح، على المسلم أن يستقبل القبلة، وهو التوجه إلى نحو الكعبة المشرفة.
- النية في القلب (نويت أن أصلي لوجه الله تعالى)، ثمّ التكبير تكبيرة الإحرام بقول الله أكبر مع رفع اليدين إلى المنكبين (عند الأذنين).
- وضع اليد اليمنى فوق اليد اليسرى فوق الصدر، ويقرأ دعاء الاستفتاح: (سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبِحمدِكَ، وتبارَكَ اسمُكَ، وتعالى جدُّكَ ولا إلَهَ غيرُكَ)[صحيح].
- التعوّذ، وهو البدء بقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، ثمّ البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم)، ثمّ تلاوة سورة الفاتحة، ثمّ قراءة ما تيسر أو ما يحفظه المسلم من القرآن الكريم، ثمّ التكبير (الله أكبر)، استعداداً للركوع.
- الركوع، وهو أن يحني المسلم ظهره إلى الأمام مع النظر إلى مكان السجود، ووضع اليدين على الركبتين مع تجنب ضمّ الأصابع، بل أن تكون متباعدة، ثمّ قول: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات، ثمّ يرفع المسلم رأسه ويقف ويقول: سمع الله لمن حمده، ثمّ يجلس ويسجد ويقول قبل السجود الله أكبر.
- السجود، وهو أن يسجد المرء بسبعة أعضاء على الأرض وهي: الجبهة، والكفان، والركبتان، وأطراف القدمين، بشرط أن لا يبسط ذاعيه على الأرض، ويقول: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات، ثمّ يرفع المسلم رأسه من السجود وهو ما زال جالساً ويقول الله أكبر، ثمّ يسجد مرّةً أخرى كما فعل في السجدة الأولى ثمّ ينهض، وييقف للركعة الثانية كما فعل في الركعة الأولى ولكن دون قول دعاء الاستفتاح، ثمّ بعد السجود يجلس ويقرأ التشهد: (التَّحيَّاتُ للهِ والصلواتُ والطَّيِّباتُ، السلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورَحمَةُ اللهِ وبرَكاتُهُ، السلامُ علينا وعلى عِبادِ اللهِ الصَّالحينَ، أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحمدًا عبدُهُ ورسولُه)[صحيح البخاري]، ثمّ قراءة الصلاة الإبراهيمية : (االلهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ ، كما صلَّيتَ على إبراهيمَ ، وعلى آلِ إبراهيمَ ، إنكَ حميدٌ مجيدٌ ، اللهمَّ بارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ ، كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ ، إنكَ حميدٌ مجيدٌ )[صحيح البخاري]، بعد ذلك يسلم عن يمينه وعن شمال بالسلام وهو قول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.