التَّدخين من العادات السيئة، وله ضرر صحيّ وماديّ كبير في حياة من اعتادوا عليه، وهو من نِتاج التَّقليد الأعمى الذي يُروّج له صُناع السجائر حول العالم، وقد ابتُلي بهذه العادة العديد من النَّاس صِغارًا وكبارًا رجالًا ونساءً.
التَّدخين له مضارُّ كثيرةٌ؛ حيث إنّ مادة النيكوتين هي المكوّن الأساسيّ، وهي ذات التأثير القابض للأوعية الدَّمويّة، ممّا يتسبّب في ضِيقها وإغلاقها على المدى البعيد، كما أنّ غاز أول أكسيد الكربون الذي ينبعث من احتراق السجائر غازٌ سامٌّ، ويقلّل من قابليّة كريات الدَّم الحمراء على نقل الأكسجين، ممّا يتسبّب في نقص كميّة الأكسجين في الأنسجة والخلايا، ويؤدي إلى تلفها. التَّدخين هو السبب الرئيسيّ لأمراض القلب، والذَّبحة الصدريّة، ومرض القصور في الشريان التَّاجيّ، وأمراض الرئة المزمنة.
علاج الإسلام للتَّدخين بما أنّ التَّدخين عادةٌ مضرّةٌ صحيًّا، ومتلفة للمال، ومؤذيةٌ للمحيطين بالمُدّخن، ومحرّمةٌ عند معظم أهل العلم من المذاهب الأربعة، فهناك العديد من الطُّرق التي تساعد المدخن في الإقلاع عن التَّدخين ومنها:
- عاهد ربَّك أمام نفسك أولًا، ثُمّ أمام من تُحبّ من والدَيّك، أو زوجتك، أو أولادك، أو أصدقائك على ترك التَّدخين، وابدأ في تنفيذ وعدك فورًا.
- تجنّب تقديم الدُّخان في الأعياد والمناسبات.
- صُمْ؛ فالصِّيام يساعدك على ترك الدُّخان، وتجنّب الإفطار على السِّيجارة وعليك بالصَّبر والمصابرة.
- استخدم السِّواك في حال رغبتك في التَّدخين؛ فهو مطهرّةٌ للفمّ مرضاةٌ للرَّب.
- استعن بالله على ترك الدُّخان؛ فمن ترك شيئًا لله أعانه الله عليه.
- ردّد الدُّعاء التَّالي:" اللهمّ أرني الدُّخان باطلًا، وارزقني اجتنابه، واجعله مكروهاً في نفسي" أو أيّ دعاءٍ تشاء تتضرّع فيه إلى الله بترك الدُّخان.
- عند غضبك بسبب رغبتك في التَّدخين استعذ بالله من الشيطان الرَّجيم، وتوضّأ؛ فالغضب نارٌ متّقدةٌ يُطفأ بالماء، وليس بالدُّخان الذي هو صورةٌ من صُور النَّار الملتهبة.
- اطلب العلاج في حال عجزت عن الإقلاع عن التَّدخين بمفردك؛ فالإسلام يحثّ أتباعه على طلب الدَّواء، ولو في آخر المعمورة، فهو دين حياةٍ وصحّةٍ وسلامةٍ؛ فيمكنك اللجوء إلى مراكز معالجة مدمني التَّدخين.
- اختر نظامًا صحيًّا طبيعيًّا؛ فتناول بعد الإفطار كأسًا من عصير العنب أو الليمون أو البرتقال، وقلّل من تناول المنبّهات كالشَّاي والقهوة وأكثر من تناول الفواكه والموالح والحلوى.
- أكثر من الاستغفار، والدُّعاء في آخر الليل، وعند الاستيقاظ من النَّوم، وفي السُّجود، وآخر ساعةٍ من عصر يوم الجمعة، وفي كُلّ وقت استجابة دعاءٍ بأن يُخلّصك الله من هذه العادة المُضرّة.