العلاقة الأسرية تعتبر العلاقة الأسرية من أسمى العلاقات التي أودعها الله في البشرية، وكان لا بدّ من الوقوف على أبرز النقاط الأساسية التي قد تؤدّي في المقام الأول إلى حفظ هذه الأسرة من الانهيار، فأساس العلاقة بين الأفراد لا بدّ أن تكون مرتبطة بشكلٍ أساسي بأساليب التعامل الذي يخصصها الفرد من أجل عائلته، فيعمل الزوج على حفظ زوجته وأفراد أسرته بالكامل، كما أن الزوجة من المفترض أن تعمل على توفير الجانب الحيوي في الأسرة، بحيث تساعد في تغطية كافة الأمور التي تؤثر على حياة الأبناء بشكل كبير.
كيف تكون زوجاً صالحاً الزوج :هو عماد الأسرة، وهو الرجل الوحيد في الأسرة الذي يضمن لها البقاء وعدم الانهيار أو الانجرار باتجاه أي مشكلة قد تعصف بالأسرة، فالتعامل مع الأسرة يجب أن يحقق لها التفاهم، والبيئة الصحية الجيدة، فإن أردت أن تكون فرداً من أفراد أسرة مثلاً، عليك أن تجيد احترام كافة الأمور المتعلقة بهذه الأسرة، وأبرزها المعاملة الجيدة اللطيفة، التي تؤدّي إلى الألفة والمحبة بين جميع أفراد الأسرة بشكل أو بآخر، فكم من شخص يتمنى لو أن هناك عائلة تحتضنه وتنشله من الضياع والغربة، ولكي تكون زوجاً صالحاً عليك أن تعي ضرورة أن تكون قادراً على تتبع خطوات جميع أفراد الأسرة، وأن تكون دوماً مستعداً من أجل الوصول بهذه الأسرة لبر الأمان، والوقوف بجانبها وقت الشدائد، ولكي تكون زوجا صالحا عليك أن:
- عليك عزيزي الزوج أن تكون مثالاً يحتذى به لأفراد الأسرة بالكامل، فيفضل أن تنتقي الألفاظ قبل أن تخرج من فمك، ويجب أن تكون ملتزماً بآداب الحديث، والقدرة على التعامل مع أي مشكلة أو حدث طارئ قد يقع على رأس الأسرة بالكامل.
- الزوج يعني الروح المثالية والقادر على اتخاذ القرارات الحساسة، فيجب أن يكون الرجل قادراً على تدبر أموره، ولا بأس بالقليل من الشدة، و التعامل بحزم مع المواقف التي تتطلب ذلك، فاللين مع أفراد الأسرة في غالب الأمر قد يؤدّي إلى مشكلات لا يحمد عقباها في معظم المواقف.
- إن كنت متزوجاً حديثاً، فيجب عليك أن تكون على وعي تام بضرورة وضع النقاط الأساسية التي تتطلب من المرأة الالتزام بها، حتى لا تصطدم بالمشاكل فيما بعد، وهذا أمر قد يكلفك علاقة بأكملها، ومن باب النصح أن تكون مسيطراً منذ البداية، والسيطرة لا تعني المشاجرة أثناء الحديث، أو رفع الصوت في معظم الأوقات، ولكن ينبغي أن تكون كلمتك مسموعة، وجميع أغراضك جاهزة في حال احتجتها لأمر طارئ، فيجب أن تكون المرأة واعية بما يريد الرجل، خاصة في بداية العلاقة، وهناك من يعتقد أن الرجولة تكمن في مد اليد، والضرب وما إلى ذلك، وهذه أولى العوامل التي تؤدّي لانهيار الأسرة.
- الزوج الصالح هو الزوج الذي يرشد زوجته وأبنائه إلى التعامل بشكلٍ جيدٍ، والتحلي بأخلاقٍ حميدةٍ، والتزام الآداب في معظم الأوقات، ويجب أن يكون الابن على وعيٍ تام بأن التعامل الجيد مع الآخرين هو من سمات الوالد التي يجب عليه أن يلتزم بها بشكل كبير.
- كن على ثقة أنك الأساس في الأسرة، فأنت كالشجرة، وما حولك من أبناء ما هم إلّا ثمار هذه الشجرة، فإن أردت أن يكون غرسك جيداً، عليك أن تكون كذلك، حتى تحظى بالفرصة المثالية من أجل الاستغناء عن المشكلات التي قد تتصدر لأبنائك في عمر المراهقة أو ما شابه، ولا تتوقع أن تربية الأبناء سهلة، ولكن كونك القدوة فهذا يسهل عليك السيطرة عليهم منذ الطفولة، وتقويم تصرفاتهم في أغلب الأوقات.
- إن أردت أن تكون زوجاً صالحاً فعليك أن تكون قادراً على إرشاد الأبناء إلى اتباع الصلوات، وكافة أشكال العبادة من صيام أو صلاة أو زكاة، لأن هذه الأمور هي المنجية للعائلة بشكلٍ كامل من الوقوع في المعاصي أو الكبائر، أو حتى صغير الذنوب، وسيجعلك قادراً على التفريق بين الخير والشر، وسرعة استيعاب الأطفال لهذا الأمر ما دمت قد تعودت وعودتهم عليه منذ الصغر.
- لكي تكون زوجاً صالحاً عليك أن تكون مريحاً في التعامل مع الآخرين، ومسامحاً لأفراد الأسرة في أي خطأ قد بدر منهم بدون قصد، فكم من مشكلة قد بدرت من الأبناء لأنهم تعلموا الشدة من رب المنزل، الذي يتعامل بعصبية شديدة في التعامل مع الآخرين في أغلب الأوقات، وكان لا بدّ من التصدر لمثل هذه المواقف التي قد تؤثر على التربية القويمة للأبناء.
- أما من ناحية الزوجة فمن الممكن أن تكون زوجاً صالحاً من خلال توفير كافة الاحتياجات التي تطلبها الزوجة، وأن تعرف حاجاتها بدون أن تتكلم، ولا تحوجها لأن تطلب منك شيئاً، فقط كن شديد الملاحظة بما يتعلق بها، ولا تجعلها تنتظر منك أمراً بدون أن تجد أمامها نتيجة حتمية بذلك، وكن بالنسبة لها الرجل القوي القادر على التعامل مع الزوجة بالحنان والحب وغيرها.
- الزوج الصالح هو الذي يرشد زوجته باللين، والرفق، والكلام الطيب، ولا تتهور بالشتائم أو الضرب مثلاً، لأنّ الزوجة هي جوهرة ثمينة قد أمدك الله بها لتساعدك على أعباء الحياة، وتقف بجانبك في أوقات الشدة، وترد لها المعروف في أوقات الرخاء والراحة وغيرها.
- المرأة لا تحتاج إلى الكلمات المنمقة بدون إظهار أي نوع من الاهتمام، والمفترض أن المرأة تحب الرجل الذي يكون حنوناً عليها، ويكون قادراً على تحمل مسؤولياته تجاهها.
كيف تكون أباً صالحاً وزوجاً حنوناً فيما يتعلق بمسؤولية الرجل كونه أباً لأطفال وأسرة بأكملها أن يكون على القدر الكافي من الحنان الذي يجعل جميع العائلة تشعر بالراحة والأمان، بالإضافة للقدوة الحسنة التي يجب أن تتجلى فيك كل صفاتها لتكون عبرة وقدوة يقتدي بها أطفالك عند الكبر، فالتعامل بالحسن واللين ليس فقط ما تحتاجه الأسرة منك أيها الرجل، ولكن تحتاج أيضاً بطلاُ وقت الأزمات، ورجلاً ليس كمثله أحد، ومن أهم الصفات التي تتجلى فيك أيها الرجل كونك أباً، أن تكون ما يلي:
- تحتضن أطفالك بحب، فكم من الأطفال ضاعوا وتشتت حياتهم بسبب صعوبة التعامل مع الأب، أو أن الأب دائم الغضب والتعصب.
- كن ليّناً في تعاملك مع أطفالك وأهل بيتك، حتى في أحلك الظروف، ولا تدع المشكلات الخاصة بك تسيطر على حياتك، وكن على يقين أن أطفالك ينتظرون بفارغ الصبر يومياُ عودتك إلى المنزل، والضحكة بارزةً على وجهك، ليقوموا بمداعبتك، وإظهار الشوق واللهفة، وهذا هو الشعور الذي يحبه ويفضله كل أب عن أي شعور آخر، ويجب أن يكون الحديث واضحاً عن كون الرجل مرآة يجب أن تكون لامعاً على الدوام في نظر الأطفال، لأن هذه المرآة هي التي ستفتح الدرب أمامهم لمواصلة الحياة بالطريقة التي تصلح لمستقبلهم.
ختاماً عليك أيها الرجل أن تكون بالنسبة لعائلتك المثل الأعلى، والذي يجب أن يحتذي به كل الرجال، ولا تدع الصفات الخشنة تسيطر على حياتك، فما أجمل الرجل الحنون، الذي عندما يجادل أو تضيق عليه الدنيا يلجأ ليختبئ بحضن أبنائه وأسرته، لأنه يعرف أنهم هم الملاذ الآمن من أي مشكلة قد تقع على عاتقه أو تسيطر على حياته.