قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)[البقرة: 83]، لقد حضَّ الإسلام بصورةٍ متكرّرة وكبيرة على برِّ الوالدين، والإحسان في التعامل معهم، وقد جعل الاهتمام بهما واحترامهما، من أهمّ مقومات الحياة، وطريقه لدخول الجنة، وسوف أتطرّق في هذا المقال لبعض ثمار برّ الوالدين، ومظاهره.
مظاهر بر الوالدينبرُّ الوالدين يعني الإحسان إليهما بكلّ أصناف الخير، وعدم الإساءة إليهما بفعلٍ أو قولٍ، ولزوم العناية بهما والنفقة عليهما، والعطف عليهم والتعامل معهم بلطف، والدليل على أهمية طاعة الوالدين، قول النبي عليه السلام: (رِضى اللَّهِ في رِضى الوالِدَينِ ، وسَخَطُ اللَّهِ في سَخَطِ الوالدينِ)[بلوغ المرام]، وبر الوالدين لا ينحصر في القضايا النفسيّة ولا في طريقة التعامل معهما، إنما يتعدَّى ذلك ليشمل النفقة عليهما عند حاجتهما، ثمّ برهما بعد موتهما بصدقة عن أرواحهم والدعاء لهم.
أحاط الإسلام الوالدين بفيضٍ كبير من التكريم، وفرض لهما من التبجيل ومن ضروب الطاعات ما لا يوازيه أو يفوقه، سوى طاعة الله ورسوله، فلا أحد من الخلق أحقُّ بالاحترام والطاعة والإحسان من الوالدين، فحرص الأبناء على إرضاء والديهما واحترامهما، والحرص على صلتهما من أكثر مظاهر التي تدلّ على صلاح الإنسان، وعقوق الوالدين والخروج عنهم، عدَّه الإسلام من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله، فكيف للإنسان أن يعقّ والديه اللذين أفنيا عمرهما في تربيته وتقويته، وحتى يجعلاه إنساناً له حريته وكرامته، وبذلا كلّ ما في وسعهما، ليعش حياة كريمة يتوفر فيها كل ما يلزمه من تعليم وغذاء، وغيره الكثير من الحاجات المادية والمعنوية، فيكفي الأمان الذي يمنحه الوالدان لأبنائهم، فتأكّد أنَّه مهما كان عطاء الوالدين قليلاً، فهما قد بذلا كل ما في وسعهما وحرما نفسهما كل شيء، حتى يستطيع أبناؤهما أن يعشوا حياة آمنة ومستقرّة.
ثمار بر الوالدينالمقالات المتعلقة بمقالة عن بر الوالدين قصيرة