العلاقات الاجتماعيّة الأعمال الاجتماعيّة وبناء العلاقات الجيدة مع الآخرين تعتبر من أفضل الأعمال التي يتقرّب بها الإنسان إلى الله تعالى، حيث تعتبر هذه الأعمال طريقاً لبناء مجتمع قوي متماسك قادر على تخطي الصعوبات متى ألمّت به.
برّ الوالدين من أهم العلاقات الاجتماعية التي يجب الاعتناء بها علاقة الإنسان بوالديه، فبر الوالدين من الفطرة الإنسانية الأصيلة في نفس كلّ إنسان سوي غير مختل، لذا نجد أنّ جميع سكان العالم لديهم هذا المفهوم على اختلاف مللهم ونحلهم، واختلاف في طريقة التعبير عن هذا البر، أمّا أتباع الديانات السماوية، فقد ارتبط مفهوم بر الوالدين بالاعتقادات الدينية حيث نصّت الكتب السماوية على هذا الأمر، وشجعت عليه أيما تشجيع، لذا فإننا نجد أن للوالدين أهمية قصوى في حياة كل إنسان متدين، فرضا الوالدين من رضا الله تعالى؛ ذلك أنّ من خسر والديه فقد خسر خسراناً عظيماً، ولبر الوالدين وجوه وأشكال عديدة يمكن إذا تم تطبيقها بالشكل الصحيح السليم أن ينال الإنسان رضاهما، وبالتالي أن ينال رضا الله تعالى وجنانه الفسيحة، فرب ابتسامة من الأم أو الأب كانت سبباً في دخول الإنسان الجنة.
طرق برّ الوالدين - يبرّ الإنسان بوالديه عندما يعطيهما ما يحتاجانه بدون منّة، ولعل من أفضل الأمور التي قد يحتاجها بعض الآباء القدرة على الكتابة والقراءة، فالعديد من الآباء حول العالم يعانون من مرض الأمية، لهذا فتعليم الآباء الأميين وتسليحهم بهذا السلاح الهام يعتبر من أفضل أعمال بر الوالدين.
- توفير كافة السبل حتى يستطيعوا القيام بما يحبونه من أعمال، فالآباء عندا يطعنون في السن يشعرون أنهم يعيشون في زمن غير زمانهم، لهذا فقد وجب التقرّب منهم وعدم التقليل ممّا يحبّون القيام به من أنشطة، وعدم الاستهزاء برغباتهم واختياراتهم، فكلّ هذه الأمور تجعلهم يعيشون في حالة من الحزن والكآبة.
- توفير أفضل سبل الراحة لهم، والاعتناء بهم طبيّاً بالشكل الأمثل، وهذه ليست مسؤولية الأبناء فقط، بل هي مسؤولية الدولة والحكومة بشكل رئيسي، فمن واجب الدولة تقديم العناية الطبيّة لكافّة مواطنيها وخاصّة الطاعنين في السن، كما يجب أيضاً أن تكون هذه العناية الطبيّة بالمجان، وبجودة مرتفعة.
- تخصيص مكان جيّد في البيت لهم، وعدم وضعهم في مكان سيّء، وهذا ينطبق على توفير الغذاء الجيد لهم، فلا يجوز التقصير في احتياجاتهم الأساسيّة التي تهمهم بشكل كبير.
- عدم التفكير ولو للحظة بوضعهم في دار المسنين، فليس هناك ما هو أهمّ منهما في هذه الحياة سوى الله عز وجل، وبمجرّد تفكير الإنسان بدار المسنين فإنّ هذا يعني أن والديه لم يصيرا من ضمن أولويّاته.