الزواج يقول الله عز وجل في محكم تنزيله "يا أَيهَا الناس إنا خلَقنَاكم من ذكر وأنثى وجعلْناكم شعوبًا وقبَائِل لتعَارفُوا إِن أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أتقاكم إِنّ اللَّه عَلِيم خبِير" يعتبر الزواج من أقدس المؤسسات الاجتماعية التي تضمن استمرارية الحياة وبناء الأوطان والمجتمعات والحضارات البشرية العريقة، حيث تبدأ منها الحياة، لذلك يجب بناؤها على معايير وأسس سليمة لضمان العيش بسلام واستقرار، ولأنّ الزوج والزوجة أساسٌ لهذا المشروع الراقي ولأنّ الزوجة هي النصف الذي ينجب النصف الآخر وينشئه ويربيه ويخرجه للحياة فلا بدّ من اختيارها بناءً على أساس متين، من حيث تمتعها بمواصفات وطباع معينة تؤهلها لبناء المؤسسة الأسرية وتجعل منها خير رفيقة للدرب وشريكة للعُمر، ويتجلى ذلك في قول النبي محمد صلّ الله على آله وأصحابه وسلم "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك".
صفات الزوجة الصالحة - إن أهم صفات الزوجة الصالحة الحافظة لبيتها ولزوجها أن تتحلى بالخلق الحسن، والأدب الكبير، هي التي لا يُعرف عنها القول البذيء والكذب وسوء المجلس والعشرة، وهي التي تتمتع بالصدق والكلمة الطيبة وطيب المجلس والمعشر ولطف المعاملة.
- أن تكون مؤمنة بالله عز وجل وملتزمة بأحكام دين الإسلام وسنة نبيه، تقوم بفرائض الدين وتلتزم بها، ولا تعصي لربها أمراً، وتربي أبناءها على دين الحق وأحكامه، وتغرس فيهم حبّ الله وحب نبيه، وتجعل من القرآن ربيع قلوبهم، لا يهجرونه أبداً، وتقدّم في نفوسهم رضى الله على كل ما سواه.
- هي التي تحفظ سر زوجها وبيتها وماله وعرضه، ولا تُطلع عليه أحداً، إذا أعطيت شكرت، وإذا حرمت صبرت واحتسبت، طالما لم يكن هناك تقصير من زوجها، حيث يُطلب منها أن تسانده في الشدائد، وتشاركه أفراحه في وقت الرخاء.
- تطيع زوجها ولا تعصي له أمراً، ما دام يأمرها خيراً، ولا يأمرها معصية، وفي حال أرادت مناقشته في أمراً ما عليها اختيار الوقت أو الزمان والمكان المناسبين لذلك، على أن تحافظ على نبرة معتدلة في صوتها، وأن تنتقي الكلمات بعناية لئلا تجرح ولا تهين، وتحصل على ما تريد ما دام خيراً ومعروفاً.
- تنشر الفرح في المنزل، وذلك بالوجه البشوش المرحّب، حيث لا تستقبل أبناءها وزوجها بضيق وغضب، وأن تكون خير مستمع لهم، وأن تقبل النصيحة وأن تقدّمها في حال لزم الأمر.
- أن تقوم بواجباتها كزوجة وكربّة منزل وأمّ، وأن لا تقصر تجاه أحد من عائلتها بشكل يضمن استمرار ونجاح مملكتها الأسرية، وينتج عن ذلك أبناء مستقرين نفسياً نافعين لأهلهم ولأوطانهم.