الخوف والتوتّر التوتّر والخوف حالتان نفسيّتان يقعُ فيهما الشخص في بعض الحالات، والخوفُ يقود إلى التوتّر، والتوتر شعورٌ بالتنبّه نتيجةَ مؤثّراتٍ خارجيةٍ أو داخليةٍ، فيشعر الشخص بالخوف من حدوث شيءٍ مجهول، والقليل من التوتّر من الأمور الصحيّة للإنسان، ولكن يُعتبرُ مرضاً عندما يزيد عن الحدّ المعقول.
يؤثّر هذا التوتر المرضيّ والخوف على حياةِ الإنسان، ويسلبُ منه السعادة دونَ أنْ يشعر، فيظنّ الشخص بأنّه إذا بقي يفكِّر في الأمور التي ستحدثُ فإنه سيتجنَّب الكثير من التأثيرات السلبيّة المرافقة للحدث دون أن يعلمُ بأنَّ الدراسات أشارت أنَّ أكثر الأمور التي يتوتّر الإنسان منها لا تحدث معه، كما أنّ التوتر والخوف يقودان إلى الإصابة بالأمراض الجسديّة، مثل: أمراض القلب والشرايين، وفقدان الشهيّة، والأرق، والتعرّق، والحساسيّة والاكتئاب. بالإضافة إلى فقدان السعادة والمتعة في الحياة.
طرق التخلص من التوتر والخوف لا بدّ من الشخص المصاب بمرض التوتّر والخوف أن يقتنعَ بحاحته إلى العلاج، وأنّ يتعرّفَ على الأسباب التي تؤدّي إلى شعوره بالتوتر ليستطيع القضاء عليها، وبالتالي التخلّص من التوتر نفسه. ومن الطرق التي يمكن اتباعها للحدّ من التوتر والخوف:
- زيادة العلاقة مع الله تعالى والإكثار من ذكره، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد، الآية: 28]، والخشوع في الصلاة للشعور بالطمأنينة، فزيادة علاقة العبد بربّه تزيدُ من توكّله عليه في كافّة أمور حياته، وزيادة إيمانه بالقضاء والقدر، والإيمان بأنَّ كل ما يحصل هو من عند الله، وأنّ فيه من الخير ما لا يعرفُه العبد.
- تنظيم الأعمال بحيث لا تتراكمُ فيشعر الشخص بالتوتر لعدم قدرته على إنجازها في الوقت المناسب.
- محاولة الاسترخاء والهدوء والابتعاد عن التفكير بالأفكار السلبيّة التي يخافُ أن تحدث، وإنما لا بدّ من التفكير بطريقةٍ إيجابيّة وبأن المستقبل يحملُ الخير الكثير، ولا بدّ من تجنّب الناس السلبيّين ومجالسة الناس الإيجابيّين الذين ينظرون إلى الحياة بتفاؤل.
- كتابة الأفكار السلبيّة التي تؤدّي إلى التوتّر على ورقةٍ، ثمّ قراءتها بصوتٍ عالٍ ليستطيعَ الشخص التركيزَ فيها، ثمّ وضع الحلّ لها والتركيز على ترسيخِه في العقل الباطن ليبرزه إلى العقل الظاهر على شكل سيالاتٍ عصبيةٍ، والترديد بأنّ المشاكل انتهت.
- ممارسة الهوايات المحبّبة في وقت الفراغ، ومحاولة إشغال الوقت بالأشياء المحبّبة لمنعِ العقل من التفكير بالأمور التي يخافُ منها.
- محاولة التعلّم من أخطاء الماضي لكنْ عدم سجن النفس فيها والخوف من المستقبل بسببها، فالماضي ذهب بكلِّ ما فيه من خيرٍ وشرٍ، ولا بدّ من عيش الحاضر بكلّ ما فيه.