كيف تتغلب على الحزن

الحزن من أكثر الأمور التي تصيب الإنسان وتسبب له الكثير من التغيرات النفسية والجسدية، وهو حالةٌ فسيولوجيةٌ طبيعية تُرافقها الكثير من مشاعر الإحباط، وعدم الرّغبة بالحياة، وتختلف درجة الحزن باختلاف المُسبب له، ففي بعض الأحيان يكون الحزن كبيراً، ويحتاج إلى وقتٍ طويلٍ للتخلّص منه، وفي أحيانٍ أخرى يكون الحزن عابراً يمكث قليلاً ثم يَمضي.

للحزن الكثير من العلامات المُرافقة له أهمها البُكاء وذرف الدّموع، وذُبول العينين، وانطفاء البهجة في الوجه، وفقدان الشّهية لتناول الطعام، وعدم الرّغبة في أداء المهام اليومية الاعتيادية، وأحياناً يترافق الحزن مع عددٍ من العلامات الحيوية في الجسم، كارتفاعِ ضغط الدم، والشّعور بضيق النّفس، وارتفاع السكر في الدّم، وغيرها من العلامات والأعراض.

الحزن من الأمور التي تُهلك النفس وتكسر القلب، والاستسلام له يُسبب التَّأخر في جميع نواحي الحياة، وعدم القدرة على أداء النّشاطات اليومية بكفاءة، لذلك لا بد من اتخاذ بعضِ الخطوات لِتشجيع النّفس على التّغلب على الحزن، ومن أهم هذه الخطوات ما يلي:

• تقوية الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وحُسن التوكل عليه، والإيمان المطلق بأنّ الله تعالى لا يرضى الحُزن لعباده، وأنَّ الدّنيا دار ابتلاء، ويجب على المؤمن الصّبر والمقاومة، وعدم الاستسلام للحزن والاكتئاب، والتحلي بالرّضى، والالتزام بأدعية الأنبياء التي كانوا يقولونها للتخلّص من الحزن، مثل دعاء سيدنا يونس عليه السلام (لا إله إلا أنت سُبحانكَ إنّي كنتُ منَ الظالِمين) {الأنبياء: 87}.
• شحذ الهمة والعزيمة والرّغبة في مقاومة الحزن وطرده، والإصرار الكامل على إزالته وإبداله بالتّفاؤل والفرح والسّرور.
• تجنب التفكير في أسبابِ الحزن، ومحاولةِ النسيان، وترك الماضي الحزين، والاكتفاء بأخذِ العِبرة، واستثمار هذه العبرة لِصناعةِ الفَرح.
• الاستماع لنصيحةِ الأشخاص الثقة الذين مروا بتجاربِ حزنٍ وتغلبوا عليها، وتسليةُ النّفس بما مرَّ بِه الآخرون من أحزان.
• الإيمان النفسي الكامل أنَّ الاستسلام للحزن لا يُفيد، وإنّما هو مضيعةٌ للوقت، واستنزافٌ للمشاعر، لذلك يجب عدم هدر الطاقات النفسية والجسدية فيه، وتتبع طريقِ الفرح.
• إشغال النفس بأداءِ العبادات والأنشطةِ اليوميةِ والعمل والهواياتِ الشخصية، وهذه من أفضل الطرق لتجنبِ الاستسلام للحُزن.
• ممارسةُ التَّمارين الرّياضية التي تُزيل المشاعرَ السلبية من الجسم، وتَمدّه بالطاقة الإيجابية التي تُساعد على مقاومة الحزن، وممارسة تمارين الاسترخاء مثل اليوجو والتنفس بعمق.
• تجنب العزلة والانفراد، ومخالطة الناسِ وممارسة الحياة الاجتماعية؛ لأنَّ الجلوس في العزلة والوحدة تُسببان تَدفق الأفكار السوداوية إلى النفس، وتزيد من كثافة مشاعرِ الحزن والألم.
• تناول بعض أصناف الطعام التي تَمنح الشعور بالسعادة، وتزيد من إفراز هرمونات الجسم الإيجابية، مثل: هرمون السيراتونين، ومن أفضل هذه الأطعمة الشوكولاتة، والموز، وغيرها.