تعتبر الصحة النفسية من مقومات الصحة العامة للإنسان، وهي حساسةٌ جداً لأي ظروفٍ محيطةٍ قد تؤثر بها، وتؤثِّر نفسية الإنسان على شخصيته فيظهر ذلك من خلال التعامل المباشر مع الشخص، ونظراً لتطور الحياة أصبح علاج المشكلات النفسية لا يرتبط بالمفاهيم القديمة التي تتّهم المصاب بها بالجنون وفقدان أهليّته، وتتنوّع الأمراض النفسية ما بين الخفيفة والشديدة، ومن هذه الأمراض التي تُدرج تحت الأمراض النفسية مرض الرهاب الاجتماعي.
الرهاب الاجتماعي هو الخوف الزائد والخجل الشديد الذي يُعيق الشخص ويجعله غير قادرٍ على الاستمتاع بحياته، فالخجل والخوف البسيط هما مشاعر إنسانية تتوفر عند الإنسان بالفطرة، وهي حاجاتٌ ضروريةٌ للمحافظة على سير الحياة الطبيعيّة، ولكن عندما تصبح هذه المشاعر معيقةً للإنسان وتسبب له الضرر النفسي والجسدي فإنها تصبح من الأمراض الواجب علاجها.
يظهر مرض الرهاب الاجتماعي على شكل خوفٍ وتلعثمٍ وفقدان التركيز واحمرار الوجه والتعرّق عند التحدّث أمام الناس أو عند الشعور بأنَّ هناك من ينظر إليك، فيشعر المصاب بأنه كالطفل الصغير ويحبّ أن يختبىء بعيداً، كما يمكن أن يصاب الشخص بجفاف الحلق وزيادة ضربات القلب، وقد تصل في بعض الحالات إلى شعور المصاب بتخدّر الأطراف والتنفّس السريع الذي قد يقود إلى الاختناق.
يتكيّف مرضى الرهاب الاجتماعي في أغلب الحالات؛ حيث يبتعدون عن كلّ ما قد يُسبّب لهم الرهاب وبالتالي يفتقدون الاستمتاع بالحياة، ولكن يمكن التخفيف من حدّة ما يعانون منه؛ بل وفي بعض الحالات الشفاء تماماً باتباع خطواتٍ معينةٍ، ومن هذه خطوات العلاج:
المقالات المتعلقة بكيف أعالج نفسي من الرهاب الاجتماعي