ظهرت وسائل الاتصال منذ القرون الأولى حيث بدأت على شكل إيماءات وحوارات وإشارات، ثم تطورت قليلاً لتصبح على شكل رسومات ونقوش على جدران الكهوف والصخور، واستمرت في التطور عبر الزمان حتى وصلت إلى ما هي عليه في عصرنا الحديث لتُعرَف باسم وسائل الاتصال الحديثة، وتعرف وسائل الاتصال الحديثة بكونها كافة الطرق والأدوات التي تستخدم في تخزين المعلومات ونقلها وتقديمها، وتشمل كل أنواع وسائل الاتصال الإنساني التي تعتمد في عملها على الأقمار الصناعيّة.
تقسم وسائل الاتصال الحديثة إلى وسائل اتصال سلكيّة ووسائل اتصال لاسلكيّة، ويعتمد هذان النوعان في عملهما على مجموعة من تقنيات وطرق الاتصال الحديثة والمتطورة.
ومن أهمها التلفاز والهاتف، وتعتمد هذه الوسائل في نقل المعلومات على مجموعة من كوابل الهواتف التقليديّة والأسلاك الموصولة بالهوائيات، والتي تنقل الألياف الضوئيّة إلى أجهزة الهاتف أو التلفاز، والتي تحمل معها المعلومات المسموعة أو المرئيّة أو المقروءة.
ومن أهمها الأجهزة الخلويّة والإنترنت وغيرها من الوسائل التي تعتمد في عملها على الأقمار الصناعيّة التي تؤمّن الاتصال بين كافة مناطق العالم، وقد شكّل ظهور الإنترنت نقلة نوعيّة في عالم وسائل الاتصال الحديثة، حيث يوفّر كافة أنواع الاتصال من وسائل مقروءة ومسموعة ومرئيّة.
ساعد تطور الوسائل الاتصال الحديثة على تحويل العالم إلى قرية صغيرة، وتسهيل عمليّة الاتصال بين مناطقه المختلفة، وعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأنّها تسببت في الحد من العلاقات الاجتماعيّة وابتعاد الناس عن التواصل المباشر مع بعضهم البعض، فقد أكدت إحدى الدراسات الأمريكيّة أن الأمريكيين المستخدمين لهذه الوسائل اجتماعيون أكثر من غيرهم، وغالباً ما يشتركون في مجموعات تطوعيّة.
إلا أن ذلك مختلف تماماً عما هو الحال عليه في المجتمع العربي، حيث أكد علماء النفس الاجتماعيون أنّ الاستخدام المفرط لوسائل الاتصال الحديثة وخاصةً الإنترنت تسبب في ميل فئة من الشباب إلى الوحدة وقلة التفاعل الاجتماعي، كما أكدت إحدى الدراسات التي نشرتها منظمة (أنقذوا الطفولة) أن استخدام الإنترنت من قبل الأطفال قد تسبب في خلق جيل يعاني من الوحدة، وعدم المقدرة على تكوين الصداقات والتواصل المباشر مع الآخرين، كما ساعد ذلك على توسيع الفجوة الاجتماعيّة الحاصلة بين الأجيال القديمة والجديدة، وخلق صراعات ثقافيّة واجتماعيّة بينهم.
لذلك ينصح باستخدام وسائل الاتصال الحديثة وخاصةً الإنترنت ضمن المعقول، وعدم إهمال الاتصال والتواصل المباشر مع الآخرين، بالإضافة إلى خضوع الأطفال للرقابة من قبل الوالدين حول أوقات استخدامهم للإنترنت والمدة التي يقضونها في استخدامه، وحثهم على التفاعل المباشر مع الأطفال الآخرين.
المقالات المتعلقة بوسائل اتصال حديثة