في عصرنا هذا أصبحت مواضيع السمنة وزيادة الوزن، تسيطر على حياة الناس وأحاديثهم، وأصبحت تهيمن على أفكارهم وتصرفاتهم. فالسمنة تبدو كخطر داهم ومرعب، يتهدد حياة الناس ويعكر صفو أوقاتهم. لقد أصبحت هواجس مخاطر الدهون على الصحة، حديث الصحف والمجلات وبرامج التليفزيون والإذاعة ومواقع الإنترنت أيضاً. وفي خضم هوس السمنة والدهون الذي يجتاح العالم، بدأ الناس في البحث عن برامج الحمية الغذائية، وعن طرق ووصفات تفتيت وحرق الدهون، وعن النظام الغذائي الملائم لحرق الدهون، وعن التمارين الرياضية التي تؤدّي إلى حرق الدهون. وانشغل الكثير من الناس أيضاً، في البحث عن أفضل الوسائل أو الطرق، التي تجري من خلالها معرفة الوزن المثالي للجسم.
يحرص الأشخاص المنخرطين في برامج الحمية الغذائية وإجراءات حرق الدهون، بشكل يومي وبشكل دائم، على التعرف على أوزانهم، ومراقبتها بدقة. فالهدف المبدئي لدى أولئك الأشخاص، هو تفتيت وحرق الدهون من أجل الهبوط بالوزن وطرح الحمل الزائد. أمّا الهدف الإستراتيجي أو الهدف بعيد الأمد لؤلئك الأشخاص، فهو تحقيق الوصول إلى الوزن المثالي. إذاً فالوزن المثالي اسمه فيه، إذ هو حالة من المثالية، يسعى جميع الناس إلى إدراكها والوصول إليها. فالوصول إلى الوزن المثالي بالنسبة إليهم، يعد ذروة سنام الصحة والحيوية والقوة والنشاط.
الوصول إلى الوزن المثالي أو الاقتراب منه، هو حلم جميل لا يراود المصابين بالسمنة وكثرة الدهون فحسب، بل يراود أيضاً الأشخاص المصابين بالنحافة الشديدة. فكثير من الناس يبدون كالهياكل العظمية، من شدة نحافتهم وضعفهم. النحافة من حيث المنظر، تجعل أولئك الناس يخجلون من أشكالهم وهيئاتهم، فهم يمنون النفس لو أنهم يكتنزوا بعض اللحم فوق عظامهم البارزة النافرة. أيضاً من ناحية الصحة، قد تكون النحافة مقرونة بحالات مرضية، إذ قد تكون النحافة أساساً ذات منشأ مرضي، أو ربما تكون كنتيجة وأثر للإصابة بمرض معين. في كلا الحالتين وفي غيرهما من الحالات، فإن النحافة تعد شيئاً منفراً وغير مقبول، ولهذا فإن التخلص منها يكون بالسعي للوصول إلى الوزن المثالي. لكن التخلص من النحافة واكتساب بعض الكيلوجرامات الإضافية في الوزن، يجب أن يتم وفق طرق صحية وسليمة، أي يجب أن تكون الكيلوجرامات المكتسبة عبارة عن زيادة في حجم كتلة العضلات، لا زيادة في حجم ووزن كتلة الدهون. فالدهون ضارة وغير مرغوب صحياً في كثرتها كما تعلمون.
معرفة الوزن المثالي للجسم تمثل إشكالية للكثير من الناس، وتحديداً أولئك الذين لا يحبون الرياضيات ولا التعامل مع الأرقام والمسائل الحسابية. لكن ذلك لا يجب أن يكون عاملاً منفراً لهم، فيحول بينهم وبين السعي الجاد وراء التعرف على الوزن المثالي أولاً بأول. وإن كنت من أولئك الذين لا يحبون أو لا يحسنون التعامل مع الأرقام والمسائل الحسابية، دع أحداً ما من أقاربك أو أصدقائك كي يساعدك على فعل ذلك. لكن الأمر المهم والضروري في النهاية، هو أن تكون حريصاً على معرفة وزنك المثالي، من فترة إلى أخرى في حياتك. وتحاشياً للنسيان ننصحك أيضاً بأن تسجل كافة الأرقام الخاصة بقياساتك جسمك. احرص دائماً على أن تدونها أولاً بأول كي لا تنساها، وسجّلها مع تواريخها.
معرفة الوزن المثالي أصبحت اليوم مصطلحاً علمياً يرمز له بثلاثة حروف ( BMI ) وهي اختصار لثلاث كلمات تمثل معنى المصطلح باللغة الإنجليزية (Body Mass Index ). عملية التعرف على الوزن المثالي هي عملية حسابية بسيطة تهدف إلى قياس كتلة الجسم، ومن خلالها تعرف إذا ما كان وزنك مناسباً أم غير مناسب. لكن لا بد من التنويه إلا أنه ليست هناك طريقة واحدة لمعرفة الوزن، وإنما هناك عدة طرائق. أي بإمكاننا التعرف على BMI الجسم، من خلال عدة طرق وليس عن طريق وسيلة واحدة، وبالتالي فإن العملية الحسابية يتم إجرائها بعدة وسائل أيضاً، ولا يتم إجرائها بوسيلة بعينها.
على مدار العقود الماضية، كان يستخدم "مؤشر كتلة الجسم" أو "BMI" كحاسبة للوزن المثالي، وكانت تعتبر طريقة جيدة في حساب الوزن المثالي الصحي للجسم. لكن مؤخراً أظهر العلماء أن مؤشر كتلة الجسم قد لا يكون كافياً، من أجل الوقوف على مستوى الوزن المثالي للجسم. وأنه قد يفيد المجموعات البحثية أكثر من حساب الوزن المثالي للأفراد، وفي مقال أفرده أحد خبراء موقع Medical News Today أوضح أن الوزن المثالي للجسم، لا يمكن حسابه ببساطة، حيث يعتمد الوزن الصحي أو الوزن المثالي على عدة عوامل مثل: السن، والجنس، ونوع الجسم، وكثافة العظام، ومعدل العضلات إلى الدهون، ومستوى الصحة العامة، وأخيراً الطول.
طريقة حساب الوزن المثالي التقليديةتعتمد طريقة حساب الوزن المثالي التقليدية، على مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر. ويتم حساب مؤشر كتلة الجسم عن طريق قسمة وزن الجسم على مربع الطول. فلو افترضنا أن شخصاً وزنه 80 كجم وطوله 1.8، فإن مؤشر كتلة الجسم عنده يساوي 80/3.6=22.2
من الضروري الحذر جيداً من أن مؤشر كتلة الجسم قد لا يكون مقياساً واحداً في حساب الوزن المثالي، فقد تكون نحيفاً ولديك عادات أكل سيئة جداً ولا تمارس الرياضة، وبالتالي سوف يؤثر هذا بشكل كبير على الصحة.
عيوب حساب الوزن المثالي باستخدام مؤشر كتلة الجسم:
تشير كمية الدهون المخزنة في الخصر إلى وزن الجسم المثالي، فالأشخاص الذين لديهم شكل جسم تفاحي والذين تخزن الدهون حول بطونهم، هم الأكثر عرضة للمشاكل المرضية، أكثر من الأشخاص الذين لديهم شكل جسم كمثري والذين تخزن الدهون عندهم في المنطقة السفلى. وتشمل هذه المشاكل، أمراض مثل السكري والقلب والشرايين وارتفاع الضغط. ويتم قياس الخصر عن طريق وضع المقياس فوق عظم الفخذ مباشرة، مع عدم شد المقياس فوق البطن.
بالنسبة لأغلب الناس، فإن الخصر الصحي المثالي هو:
تنقسم الدهون في الجسم إلى نوعين اثنين هما: دهون أساسية ودهون مخزنة. فالدهون الأساسية، هي التي يحتاجها الجسم للبقاء على قيد الحياة، وهي توجد عند الإناث بنسبة أعلى من الذكور. أمّا الدهون المخزنة، فهي الدهون المتراكمة في الأنسجة الدهنية، وهي أيضاً لها وظائف في حماية الأعضاء. ووفقاً للمجلس الأمريكي للتدريب البدني، فإن قياس نسبة الدهون بالجسم يبدو كالتالي:
هذا ويؤكد العديد من خبراء التغذية والرعاية الصحية، أن طريقة حساب الوزن المثالي عن طريق نسبة الدهون بالجسم، هي الطريقة المثلى والأكثر جدوى في حسابه، وبذلك نلخص ببعض النقاط الوزن المثالي للرجل وللمرأة وهو كالتالي:
الوزن المثالي للمرأةالمقالات المتعلقة بكيفية معرفة الوزن المثالي للجسم