إنّ حفظ القرآن الكريم ميزة عظيمة اختص الله عز وجل بها ثلة من عباده، فالعبد الذي حفظ كلام ربه في صدره، وعمل به وطبّقه في كل أمور حياته صار وكأنه قرآن يمشي على الأرض، فكلّ حركاته وسكناته وكلّ كلامه دعوة لله تعالى وامتثالاً لأوامره ونواهيه، ومن استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، وارتقى العلا من الدرجات دنيا وآخرة.
فضل حفظ القرآن في الدنيالحفظ القرآن الكريم فضل عظيم، وسنقتصر هنا بالحديث عن فضل حفظه في الحياة الدنيا كالآتي:
حثّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على حفظ القرآن الكريم وشجع عليه لفضله العظيم وكرامته، وبيّن ذلك بشكل عملي؛ فكان يقدّم حافظ القرآن على غيره في كثير من الأمور، وإذا بُعث أمر عليهم يطلب منهم أن يحفظوا القرآن الكريم، وعقد الراية لأكثرهم حفظاً، وعلاوة على ذلك كان أحياناً يُزوج الرجل بما يحفظه من آيات القرآن الكريم.
إنّ الإخلاص يعدّ أمراً مهماً جداً لحفظ القرآن الكريم؛ فلا يُقبل عمل دونه، وبيّن عليه الصلاة والسلام رفعة درجة الحافظ وعلوّ مقامه في دنياه وآخرته، والكرامات المتأتية من ذلك، ومكانته العليا عند ربه سبحانه وتعالى، وهي مُراد المؤمنين ونهاية غاية المخلصين.
أقوال لحفظة القرآن الكريميقول التابعي الجليل الفُضَيل بن عياض رحمه الله: (حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي أن يلهوَ مع مَن يلهو، ولا يسهو مع مَن يسهو، ولا يلغو مع من يلغو).
يقول الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (ينبغي لحاملِ القرآن أن يُعرَف بليلِه إذا الناس ينامون، وبنهاره إذا الناس يُفطِرون، وبحُزنِه إذا الناس يَفرَحُون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمتِه إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون مستكينًا ليِّنًا، ولا ينبغي له أن يكون جافيًا ولا مماريًا، ولا صيَّاحًا ولا صخَّابًا ولا حديدًا).
قواعد لحفظ القرآن الكريمالمقالات المتعلقة بفضل حفظ القرآن في الدنيا