خلق الله سبحانه وتعالى آدم لعبادته وطلب مرضاته، ليتوفّاه في نهاية حياته، ويُحاسبه يوم القيامة، فإمّا يُدخله الجنّة أو النّار، فمن صبر وشكر واتّبعه سبحانه، يكون مصيره جنّات عدنٍ تجري من تحتها الأنهار، كما وعد سبحانه وتعالى.
أمّا من كفر وابتعد عن الصّراط المستقيم، فيكون مصيره عذاب جهنّم وبئس المهاد، كما حذّر سبحانه وتعالى من يوم القيامة الّذي ذُكر في القرآن الكريم، وهو اليوم أو الوقت الّذي تنتهي فيه الحياة الدّنيا، لتبدأ الحياة الآخرة والباقية، والّتي تُوفّى فيها كلّ نفسٍ ما كسبت، وسُمّيت بالقيامة، لأنّ الله سيحاسب جميع النّاس، الأحياء منهم والأموات، بعد أن يقوموا ويستيقظوا من قبورهم.
لم يذكر الله سبحانه وتعالى، ولا رسوله الكريم محمّد صلّى الله عليه وسلّم، موعد يوم القيامة بالتّحديد، بل ذكر بعضاً من العلامات الّتي تسبق يوم القيامة، منها ما سمّي بالصّغرى، ومنها ما سمّي بالكبرى، وسنناقش في هذا المقال العلامات الكبرى.
علامات يوم القيامة الكبرىهي علاماتٌ ذات أثرٍ كبير، يشعر بها النّاس في كلّ بقاع الأرض، وتسبق يوم القيامة بفترةٍ زمنيّة قصيرة، ولم تظهر منها أيّة علامةٍ حتّى وقتنا هذا، وهي:
خروج الدّجّالهو شخصٌ أعور العين، قصيرٌ وأفحج، يخرج من أرضٍ بالمشرق، يُقال لها خرسان، ويُعتبر أكبر فتنةٍ تشهدها البشريّة، فهو يدّعي النّبوّة والألوهيّة، ويتبّعه اليهود، والكفّار والمنافقون، والجهلة من الأعراب، بينما يبتعد عنه المؤمنون لأنهم يرون كلمة كافر قد طُبعت على جبينه، سواء أكانوا يعرفون القراءة أم لا.
ورد في أحاديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، أن الدّجال سيخرج بعد معركةٍ كبيرة اسمها الملحمة، وبعد فتح القسطنطينيّة، ويتبعه في بادئ الأمر سبعون ألف يهوديّ، وسبعون ألفاً من أهل التّتار، وبعضاً من أهل خراسان، ويكون في بادئ الأمر على هيئة رجلٍ صالح، ثمّ على هيئة ملكٍ متجبّر، ثمّ يدّعي النّبوّة، ثمّ يدّعي الألوهيّة، ويجوب البلاد مع أتباعه من الجهلة والكفّار، ولا يترك بلداً ولا أرضاً إلّا ويطؤها، ما عدا مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة، فهما محرّمتان عليه، ومحميّتان من الله وملائكته.
نزول عيسى بن مريمتقع معركةٌ كبيرةٌ في بلاد الشّام، بين المسلمين والدّجّال وجيشه، وبينما هم في وطيس المعركة، ينزل عليهم عيسى بن مريم بإذن الله تعالى، ويقود جيش المسلمين، ويهزم الدّجّال وجيشه، ويقتله بحربته بعد أن يحاول الفرار منه، ويغلب اليهود على الأرض، بأن يُنطق الله سبحانه وتعالى كلّ ما على الأرض من حجرٍ وشجرّ ودواب، ليلفظوا بوجود يهوديّ خلفهم، فيقتله المسلمون.
ظهور قوم يأجوج ومأجوجهي فتنةٌ لا تقلّ عن فتنة الدّجّال، قومٌ من بني آدم يدّعون قدرتهم على قتل من في الأرض جميعاً ومن في السّماء، ويقوم النّاس بالهرب منهم، والاختباء في حصونهم، خوفاً من بطشهم وظلمهم.
يقع قوم يأجوج ومأجوج خلف سدٍّ حصين، ويُقال أنّه في الشّمال من بلاد القوقاز، بناه الرّجل الصّالح الّذي يدعى ذو القرنين، عندما استغاثوا به قومٌ لا يكادون يفقهون قولاً كانوا يقطنون بالجوار من قوم يأجوج ومأجوج، وذاقوا من عذابهم وقتلهم الكثير، حتّى طفح بهم الكيل وطلبوا من ذي القرنين أن يبني لهم سدّاً بين الجبلين، فبنى لهم سدّاً من زبر الحديد، وأنزل عليه النّحاس المنصهر ليقوّيه، فأصبح قويّاً متيناً.
يخرج قوم يأجوج ومأجوج، بعد أن يُمكّنهم الله سبحانه وتعالى من حفر السّد، ليبدؤوا بذلك بالقتل والدّمار في الأرض، ويشربوا من مياه الأرض جميعاً، حتّى يُنزل الله بهم دوداً يخرج من خلف آذانهم، يسبّب مقتلهم بإذنه.
دابّة الأرضهي من الفتن الّتي لا ينفع وقتها الإيمان، دابّةٌ تخرج للنّاس وتكلّمهم، وتسمّ الكافر والمؤمن، عند تغيّر الزّمن وشروق الشّمس من مغربها، واقتراب يوم الحساب، وقيل أنّها تخرج من مكّة المكرّمة، في وقت الضّحى.
شروق الشّمس من مغربهاتُعدّ هذه من الفتن والعلامات الكبرى الّتي لا ينفع وقتها إيمانٌ أو توبة، وهي أن تُشرق الشّمس من مشرقها مدّة ثلاثة أيّامٍ، ثمّ تعود لتشرق من مشرقها، وهي تتزامن مع ظهور الدّابّة.
ثلاثة خسوفاتهي عبارة عن ثلاثة خسوفاتٍ عظيمة، خسفٌ في المغرب، وخسفٌ في المشرق، وخسفٌ في جزيرة العرب، وهي تأتي في زمنٍ قُبضت فيه أرواح جميع المسلمين من الأرض، من الرّيح الطّيّبة الّتي تأتي من قبل اليمن، ولا يبقى على الأرض إلا الأشرار والكفّار، وتختفي المساجد، وتُرفع المصاحف، والكعبة تُهدم.
علامات أخرىالمقالات المتعلقة بعلامات القيامة الكبرى