صفات يأجوج ومأجوج الخلقية

صفات يأجوج ومأجوج الخلقية


قوم يأجوج ومأجوج

تحدث القرآن الكريم عن الكثير من أخبار الأقوام السابقة ومن بين هذه الأقوام قوم يأجوج ومأجوج، حيث تم ذكرهم في قوله تعالى: (حَتّى إِذا بَلَغَ بَينَ السَّدَّينِ وَجَدَ مِن دونِهِما قَومًا لا يَكادونَ يَفقَهونَ قَولًا* قالوا يا ذَا القَرنَينِ إِنَّ يَأجوجَ وَمَأجوجَ مُفسِدونَ فِي الأَرضِ فَهَل نَجعَلُ لَكَ خَرجًا عَلى أَن تَجعَلَ بَينَنا وَبَينَهُم سَدًّا) [الكهف: 93-94]، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم وصف قوم يأجوج ومأجوج الذين كانوا على زمن الملك ذي القرنين، وأنّهم ما زالوا أحياء إلى يومنا هذا، وسيكون خروجهم من السد الذين هم فيه الآن من علامات الساعة الكبرى، وكيف أنّ الله سيهلكم، فهم من الأقوام العجيبة التي لم يرَ لها مثيل في الدنيا.

 

صفات يأجوج ومأجوج الخلقية

قبل الخوض في الحديث عن صفاتهم، لا بُد من التحدث عن أصلهم، فيأجوج ومأجوج من الأسماء العجمية الممنوعة من الصرف، وبعض العلماء يرجع أصلهما إلى العربية حيث قيل إنّ هذه الأسماء من أجيج النار، ومن الأجاج أي الماء شديد الملوحة، ومن الأج سرعة العدو، ومن الأجّة وهي الاختلاط والاضطراب، ويقال يرجع أصلهم إلى نسل يافث بن نوح. وقد وصفهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم كالآتي:

  • هم من البشر ويختلفون في أطوالهم، فهناك من يبلغ في طوله كالنخل الطويل وأشجار الأرز، ومنهم قصير القامة لا يتجاوز في طوله شبرين أو ثلاثة أشبار من شبر الإنسان العادي.
  • هم قوم عراض الوجوه، وصغار العيون، ووجوهم مدوّرة كالتروس، وشعرهم أشقر اللون، وأنوفهم قصيرة.
  • البعض منهم يفترش أحد أذنيه ويلتحف بالأخرى.
  • يتميزون بأعدادهم الكثيرة، إذ لا يموت الواحد منهم حتى يرى له ألف ولد، ولذلك هم أكثر أهل النار عدداً.
  • يتصفون بالكفر والبغي والفساد في الأرض وعلى أهل الأرض، فمن شدة بطشهم لا يتركون وحشاً ولا دابة لها روح إلّا يأكلونها، وحتى إذا مات منهم أحد أكلوه.

 

خروج يأجوج ومأجوج

هم ما زالوا محاصرين في السد الذي بناه ذي القرنين، وهذا السد كما وصفه الله تعالى مصنوع من الحديد والنحاس، ولا يخرجون منه إلا أن يشاء الله تعالى، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في كل يومٍ يحفرون السد حتى يروا ضوء الشمس، حتى إذا اقتربوا من هدمه يؤخرون حفره لليوم التالي، ويرجعون إليه فيجدوه مسدوداً وأشدّ تماسكاً من الحال الذي كان عليها، وهكذا يستمر الحفر حتى يقول أميرهم لهم ارجعوا إليه غداً فستحفرونه إن شاء الله، وفي اليوم الذي يليه يكون موعد خروجهم إلى الأرض حين يكملون حفر السد، فيخرجون ويعيثون في الأرض فساداً ويشربون مياه الأنهار حتى بحيرة طبريا الكبيرة، ويتحصن الناس منهم لأن البطش في أعينهم، فقد قال تعالى: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ) [الأنبياء:96].

ويدعو الناس في ذلك الزمن بعد خروج عيسى عليه السلام بأن يهلكهم بعد أن اشتدّ بهم الجوع، ويرسل الله الدود الذي يخرج من رؤوسهم فيقتلهم، وتصبح الأرض نتنة، ويبعث الله الطيور وترسل جثثهم حيث يشاء الله، ثم يخرج الناس إلى الأرض، وتنبت الأشجار من جديد ويأكل منها الناس حتى يشبعوا، ويحج الصالحون منهم إلى الكعبة بعد أن امتنعوا من أداء الحج والعمرة.

 

المقالات المتعلقة بصفات يأجوج ومأجوج الخلقية