علامات الساعة
ذكرت الكثير من الأحاديث النبويّة الشريفة علامات يوم القيامة؛ وهي الأحداث التي يدلّ وقوعها على قرب الساعة، فمنها ما ظهر ومنها ما لم يحدث بعدُ، واتُّفق على تسميتها بالعلامات الصغرى والعلامات الكبرى، وتُعدّ العلامات الكبرى هي الأقرب إلى موعد يوم الساعة، وما هذه العلامات صُغرى كانت أو كُبرى إلّا رحمةٌ بالعباد، ومؤشّراتٌ لتنبيه الغافلين عن دين الله الواحد الأحد؛ ليعودوا إلى رشدهم.
علامات الساعة الصغرى
العلامات الصغرى تسبق وقوع القيامة بمدّةٍ طويلةٍ؛ فمنها ما وقع وانقضى، ومنها ما ظهر ولا يزال ظاهراً، ومنها ما لم يقع إلى الآن، وستقع بإذن الله عزّ وجلّ، ومن العلامات التي تحقّقت:
- بعثة نبيّنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم: حيث كانت بعثته أولى العلامات الصغرى لقيام الساعة، ورسالته هي خاتمة الرسالات السماويّة، ولا نبيّ بعده.
- موت نبيّنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم: فموته إحدى العلامات الصغرى لقيام الساعة، وفاجعةٌ أصابت المسلمين.
- كثرة المال مع الناس: إذ أصبح المال متوفّراً بين أيديهم بكثرة، فكلّ همّ الشخص هو الحصول على المال، ولا ينظر إلى مصدره إنْ كان حراماً أو حلالاً، وعلى الرّغم من كثرة المال يتقاعس المسلم عن دفع زكاة أمواله، ويمتنع عن دفع الصدقات للفقراء والمساكين ولو كانوا جيرانه.
- ظهور الفتن: ظهرت الكثير من الفتن بين المسلمين، وما زالت تحدث؛ ففي نهاية الخِلافة الراشدة حدثت فتنة قتل عثمان بن عفّان رضي الله عنه، وظهر الخوارج، وما نراه اليوم من الفتن التي تحيط بالأمّة الإسلاميّة ما هو إلا امتدادٌ لهذه العلامة.
- ظهور من يدّعي النبوّة: ظهرت هذه الادّعاءات زمن الصحابة الكرام، وممّن ادّعى أنه نبيٌّ بعد محمد صلى الله عليه وسلم مسيلمة الكذاب، الذي استطاع أن يقنع أقاربه بصدق دعوته.
علامات الساعة الكبرى
ذكر نبينا الكريم محمّد صلّى الله عليه وسلّم العلامات الكبرى ليوم الساعة، وهي:
- ظهور الأعور الدجّال: يظهر الأعور الدجال أو المسمّى بالمسيح الكذّاب بعض القدرات الخارقة، فيصدّقه ضعاف الإيمان، ويتبعه خلقٌ كثيرٌ، ويتوجّه إلى بلاد الشام لقتال المسلمين.
- ظهور قوم يأجوج ومأجوج: وهم أقوامٌ كثر، لا يفقهون شيئاً، واختلف العلماء على مكان خروجهم، إلّا أنّ ذكرهم ورد في القرآن الكريم، حيث إنّهم يقتلون ويحرقون كلّ ما يجدونه في طريقهم، ويتوجّهون جميعهم إلى بيت المقدس لقتل المؤمنين.
- نزول النبيّ عيسى عليه السلام: بعد أن تضيق الأرض بالمؤمنين، يستغيثون ربهم لمساعدتهم، فينزل النبيّ عيسى من السماء إلى الأرض، ويقود جيش المسلمين، وينتصر على الأعور الدجال، ويلحق به ويقتله.