أين تقع جنة عدن

إنّ المعنى اللغوي لكلمة جنة هو الحديقة الخضراء المثمرة الغنّاء،والمليئة بالأشجار والثمار والمياه العذبة الصافية الرقراقة، وقد قيل أن لفظة الجنينة قد اشتقّت منها، أمّا لفظة عدْن بفتح العين وتسكين الدال، فعدن لها عدّة معاني مختلفة، ومن هذه المعاني: الأبدية والخلود، وبذلك تكون جنات عدن هي جنات الخلد في النعيم الأبدي، ومن المعاني الأخرى لكلمة عدْن هو المعنى العبري لهذه الكلمة والذي يشير إلى السرور والبهجة والفرح والسعادة، فتكون بذلك حنة عدن تعني جنة الفرح والسعادة والسرور.

موقع جنة عدن الجغرافي: لقد اختلفت الروايات وتعددت عن الموقع الحقيقي والثابت لجنة عدن، فمن الروايات ما يشير إلى أنها في السماء، وهي نفسها الجنة التي وعد الله بها عباده الصالحين في الحياة الأخرى، وينفرد بهذا الاعتقاد المسلمون فقط، ويجب التفريق هنا فيما بين الجنة التي كان يعيش فيها سيدنا آدم عليه السلام، وبين الجنة في الحياة الأخرى، وقد انقسم المسلمون في الرأي فيها إلى قسمين، فمنهم من يقول أن الجنة التي عاش فيها آدم كانت على الأرض، ولم تكن هي جنة السماء، في الوقت الذي عارضهم قسمٌ آخر من المسلمين بقولهم بأنها هي نفسها جنة السماء، بدليل الآية التي ذُكر فيها موضوع الهبوط، إلّا أن أصحاب الرأي الأول يردّون بقولهم بأنّ هذا الهبوط لا يعني الهبوط من السماء إلى الأرض، وإنّما يعني التنقّل والانتقال في الأرض من مكان مرتفعٍ إلى مكانٍ آخر منخفض.

بعض الآراء المختلفة عن مكان وجود جنة عدن: هناك رأي أتباع الكتاب المقدس، الذين يعتقدون بأن جنة عدن مكانها كان على الأرض، متتبعين بذلك ما تشير إليه النصوص الواردة في الكتاب المقدس حولها، ولكنهم لم يجزموا بتحديد مكانها القطعي على الأرض، فمنهم من يقول أنها في منطقة أرمينيا، ومنهم من يؤكد على أنها كانت موجودة في منطقة بلاد ما بين النهرين.

من المفارقات حول تعدد الآراء عن مكان وجودها ما يقوله البعض حول أنها موجودة في اليمن، وتحديداً في منطقة عدن، وأن اسم الجنة مشتقٌ من اسم هذه المنطقة، فبالتالي لا بدّ – حسب رأيهم- أنها كانت تقع عليها، ومن الملاحظ أيضاً أنّ أهل أمريكا الأصليين من الهنود الحمر يعتقدون بوجودها في بلادهم في منطقةٍ عاليةٍ قريبةٍ إلى السماء هناك، وبعض الشعوب تؤمن وتعتقد بأنّ هذه الجنة موجودة على أرضها، مثل ما يقوله بعض اللبنانيين وكثيرٌ من الشعوب المختلفة الأخرى.

المهم هو أنه أنّا كان موقعها الحقيقي، فهي بما لا يقبل اللبس تشير إلى المكان الوافر في خضرته ومائه وصفائه وبهائه ونقائه، وهذا ما يتفق عليه الجميع دونما استثناء.