لا شكّ بأنّ التّدخين هو آفةٌ غزت مجتمعاتنا وانتشرت بين جميع فئات المجتمع انتشار النّار في الهشيم، وإنّ المدخّن وهو يشعل السّيجارة يعلم علم اليقين أنّها تضرّه ولا تنفعه ولكن يدفعه إليها عددٌ من العوامل الإجتماعيّة والنّفسيّة التي لا تشكّل عذراً لمدمني تلك الآفة، وإنّ النّاظر في حال مجتمعاتنا ليدرك حجم وخطورة تلك الآفة وكيف أنّها أصبحت تسيطر على هاجس كثيرٍ من شبابنا وتستهلك جزءً كبيراً من ميزانيّة الأسرة، وإنّ التّدخين هو عادةٌ وإدمانٌ من قبل أشخاص استسلموا لها وأصبحوا رهينة بيدها، وإن هناك طرقاً كثيرةً يمكن أن تساعد الإنسان على التّخلص من هذه العادة الذّميمة وكذلك تقي الإنسان من التّعلق بها أو ممارستها، ومن هذه الطّرق نذكر منها:
- الوقاية من التّدخين بإشغال وقت الفراغ بالمفيد والصّالح من العمل، فلا شكّ بأنّ الفراغ المتاح لكثيرٍ من النّاس والذي لا يستغل بالشّكل الملائم يشكّل عاملاً محفّزاً ودافعاً لممارسة تلك العادة الذّميمة، ولو أنّ الإنسان أحسن استغلال أوقات فراغه وشغلها بكلّ ما هو مفيد لشغله ذلك عن التّفكير في ممارسة تلك العادة، كما أنّ وضع هدفٍ معيّن نصب عين الإنسان وتركيز الجهود نحو تحقيق هذا الهدف يجعل الإنسان منهمكاً جسديًّاً وفكريّاً في تحقيقه وبالتّالي لا يفكّر يوماً بممارسة تلك العادة.
- الوقاية من التّدخين من خلال الصّحبة الصّالحة والابتعاد عن الصّحبة السّيئة، فلو نظر الإنسان في حالٍ كثيرٍ ممّن أدمن على هذه العادة لوجد أنّ سبب ممارستها جاء من خلال الصّحبة السّيئة والصّديق السّوء الذي يسوّل لصاحبه فعل المنكرات واقتراف الآثام، وفي الحديث المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل، وبالتّالي على الإنسان أن يحرص على اختيار الصّديق الصّالح الذي يدلّه على العمل الصّالح ويشجّعه على البعد عن المنكرات والعادات الذّميمة مثل التّدخين وغيرها.
- الوقاية من التّدخين من خلال توضيح مخاطر تلك الآفة للنّاس، وإنّ مسؤوليّة تلك المهمّة تقع في جانبٍ كبيرٍ منها على وسائل الإعلام التي يجب أن تتولى رسالة توجيه النّاس ونصحهم وإرشادهم وبيان مخاطر العادات السّيئة على صحّتهم ومالهم، وإنّ نشرة تبثّ على شاشة التّلفزيون تكون كفيلة بإرشاد النّاس وتوجيههم وبيان الحقيقة لهم، كما أنّ الصّورة أحياناً تكون أبلغ من الخبر، ومثال على ذلك ما يوضع على علب السّجائر من صور لرئة قد نخرها الدّخان وكساها السّواد حيث تكون منفّرة لأصحاب العقول السّليمة من البشر من ارتكاب مثل تلك العادة الذّميمة.