أجازت الشريعة الإسلامية للزوجة أن تطلب الخلع من زوجها في حالاتٍ معينة، ووفق شروط واضحة، مثلما أعطت الزوج حقه في تطليق زوجته إذا استحالت الحياة الزوجية بينهما، وإنّ منح الشريعة الإسلامية هذه الحقوق لكلا الزوجين يدل على حكمتها وإدراكها لطبيعة النفس الإنسانية، وما يختلجها من رغبات، وما يطرأ عليها من تغيرات وتقلبات.
معنى الخلع شرعاًالخلع معناه في الشريعة الإسلامية أن تطلب الزوجة من زوجها مفارقتها بلفظٍ يدل على ذلك من ألفاظ الطلاق أو الخلع أو الفسخ ، مقابل عوضٍ معين يتملكه، سواء كان العوض نقداً أو عيناً أو منفعة أو إسقاط حق.
أدلة على مشروعية الخلعإنّ أدلة جواز الخلع من كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم متعددة: منها:
لا شك بأنّ الخلع جائزٌ وحقٌ للزوجة في حالة بغضها لزوجها أو كراهتها لخَلقه أو خُلقه حيث تشعر فيه باستحالة دوام الحياة الزوجية بينهما، وتخشى أن تقصر في حقه، وأنّ ما ينبغي مراعاته عند طلب الخلع أن لا يكون بناء على نزوةٍ طائشة، أو قرار متسرع دون سبب وجيه لأنّ ذلك قد يوقع المرأة في المحذور، ففي الحديث الشريف عن المرأة التي تطلب فراق زوجها من غير داع قوله عليه الصلاة والسلام: (أيُّمَا امرأةٍ سألت زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ) [صحيح].
آثار الخلعيترتب على الخلع أن تصبح الزوجة بائنة عن زوجها، ولا يعتبر الخلع طلاقاً بل فسخاً لعقد النكاح لا ينقص من الطلقات الثلاث، كما أنّ المرأة بعد طلب الخلع لا يكون لها رجعة، وتكون عدتها حيضة واحدة، وإذا أراد الزوج أن يعود إليها بعد خلعها فله ذلك بعقد ومهر جديدين ولا عبرة بعدد مرات الخلع.
المقالات المتعلقة بشروط طلب الخلع