إنّ أمور الدنيا لا تصلح وتستقيم دون أن يكون للناس فيها خليفة وحاكم، فالحاكم هو الشخص الذي يجتمع على تسميته أهل الحل والعقد بما يتوفر في شخصيته من الصفات والمؤهلات التي تجعله قادراً على قيادة الأمة، وسياسة الرعية، ثمّ يبايعه عامة المسلمون على السمع والطاعة في المعروف.
أهمية وجود الحاكمإنّ أهمية وجود الحاكم تكمن في أنّه يحكم بين الناس بالحق والعدل، ويسوسهم بأحكام الله تعالى وشريعته، ويضمن إقامة حدود الله في الأرض، ويرعى مصالح الناس، ويحقق لهم الأمن والأمان، ويكون المرجع في حسم الخلافات، وإصدار القرارات، وقيل في أهمية وجوده إنّ ستين سنة مع حاكم ظالم خير من يوم بدون حاكم، فالحاكم هو صمام الأمان الذي يدفع عن المجتمع الفوضى والهرج.
وجوب طاعة الحاكمأمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنون بطاعته وطاعة رسوله، كما أمر بطاعة ولي الأمر وربط تلك الطاعة بطاعة الله ورسوله، أي أنّها متوقفة على أوامر الشرع الحكيم والمعروف، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق حتى ولو كان ولياً للأمر وحاكماً للمسلمين، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) [النساء: 59].
جاءت نصوص السنة النبوية الشريفة لتؤكد على مكانة الأمير والحاكم ووجوب طاعته في المنشط والمكرة، وبغض النظر عن لونه أو عرقه، وفي الحديث الصحيح قوله عليه الصلاة والسلام: (اسمَعْ وأطِع في عُسرِكَ ويُسرِكَ ومنشَطِكَ ومَكْرهِكَ وأثَرَةٍ عليكَ وإن أَكَلوا مالَكَ وضرَبوا ظَهْرَكَ) [صحيح].
شروط الخروج على الحاكمتكلم العلماء في مسألة الخروج على الحاكم، وأنّها لا تجوز إلى إذا توافرت خمسة شروط لها، مبينةً على فهم نصوص الشرع في ذلك بعيداً عن الهوى والتأويل الفاسد، وهذه الشروط هي:
المقالات المتعلقة بما هي شروط الخروج على الحاكم