مَيّز الله تعالى العَرَب بفصاحة اللسان وبلاغة القول، لذلك جاءتهم مُعجزة النبيّ محمد صلى الله عليه وسلّم القرآن الكريم، وهو الأميّ الذي لا يعرف القراءة والكتابة، وقد استطاع النبيّ بفعل فصاحةِ لسانه وبلاغة قوله أن يَترك الأثر العظيم في نفس كلّ من يسمعه؛ حيث اشتهرت أحاديثه عند الدّول غير الإسلاميّة استفادةً ممّا جاء بها من الفوائد والحِكَم العَظيمة التي ذكرها النبيّ بكل فصاحةٍ وبلاغةٍ، كما تمّت ترجمة بعض الأحاديث له إلى اللغات الأخرى وأخذت تُعطى كنوعٍ من الحِكَم اليوميّة في الحَياة.
ممّا بَرَع فيه سيّدنا مُحمّد صى الله عليه وسلّم الخُطب التي تحثّ المسلمين على عبادة الله وتوضّح لهم أمور دينهم، فكان لا يتوانى عن لقائهم ليعلّمهم أمور الدين ويبعث في نفسهم العزيمة والأمل لنيل رضا الله تعالى، وهذا ما تميّزت به خطبة حجة الوداع التي ألقاها عليه السلام في يوم عرفة من السنة التاسعة للهجرة الذي حجّ فيه إلى البيت الحرام، فقد كانت لقاءً بين نبيٍّ وأمته ولحظات وداعٍ يترك فيها هذا النبيّ الأمي الدار الفانية ويَستودع أبناء أمته ويترك لهم وصاياه للاستمرار على دين الحق.
خطبة حجة الوداعالمقالات المتعلقة بشرح خطبة حجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم