البحث العلميّ يقومُ البحث العلميّ على عدّة أسس وقواعدَ يجبُ مراعاتها حتى نحصل على بحثٍ متكامل، حيث يقدّمُ البحث العلميّ شرحاً مفصّلاً عن الموضوع الذي يتمّ البحث بشأنه، ومجموعة من النتائج الواضحة والمفيدة، التي قد تساعدُ الباحثين الآخرين وتفيد في تطوّر العلم، ويمكن الاستفادة من المعلومات الموجودة في أبحاث الباحثين الآخرين أيضاً، وطريقة كتابتهم للبحث، وذلك حتّى نحصل على بحث خالٍ من الأخطاء، وسنقدّمُ في هذا المقال مجموعةً من الخطوات التي يقومُ عليها عمل البحث العلميّ الصحيح.
خطوات عمل بحث علمي اختيار المشكلة البحثيّة:
بالبداية يجب إيجاد المشكلة التي نريدُ عمل بحث علميّ عنها، عن طريق طرح التساؤلات التي يريدُ الباحث إيجاد إجابة وافية لها، مثال: ما العلاقة بين استخدام الحاسب الآليّ والحصول على أفضل الخدمات للمستفيدين بالمكتبات والمراكز العامّة، وأحياناً تكون المشكلة البحثيّة حالة غامضة تحتاجُ إلى تفسير، مثال: اختفاء سلعة محدّدة رغم أنّ الكميّة التي تنتج بها كبيرة، وهناك عدة مصادر تستطيعُ من خلالها الحصول على المشكلة التي تريدُ إيجاد حلٍّ لها منها: محيط العمل والعبرة العلميّة، والبحوث السابقة، والقراءات الواسعة الناقدة في الكتب والصحف، وتكلفة من جهة ما.
معاير اختيار المشكلة:
- اهتمام الباحث بالمشكلة والموضع الذي يبحثُ به، حيث يعدّ هذا الاهتمام خطوةً مهمّة لنجاح البحث وإنجازه.
- توافق إمكانيّات الباحث وقدراته مع معالجة المشكلة، بالأخصّ إذا كانت صعبة ومعقّدة.
- أن يكون الباحث ملمّاً بجميع جوانب المشكلة، عن طريق جمع البيانات والمعلومات اللازمة لدراسة المشكلة.
- وجود مساعدات إداريّة تساعدُ الباحث في الحصول على المعلومات.
- وجود قيمة علميّة واجتماعيّة عائدةً من الدراسة.
- أن تكونَ المشكلة المختارة للبحث جديدة، بحيث يتمّ إضافة شيء جديد في مجال المشكلة المختارة.
القراءات الاستطلاعيّة ومراجعة الدروس السابقة: حيث تقومُ هذه القراءات في مساعدة الباحث بالأمور التالية:
- توسعة معرفته في الموضوع الذي يبحثُ فيه، وإعطاء معلومات عامّة دقيقة عنه، وعن كيفيّة تداوله.
- حصر الموضوع بإطار معيّن.
- توضيح أهميّة الموضوع، ومميّزاته عن المواضيع الأخرى.
- تحديد المشكلة بشكلٍ دقيق، والتأكّد من عدم اختيار باحثين آخرين لها.
- الانتهاء من مشكلة البحث، حيث يوفّرُ الاستطلاع على الدراسات السابقة فرصة الحصول على المعلومات اللازمة.
- تساعد الباحث ليكون أكثرَ جرأة في التقدّم ببحثه، من خلال اطّلاعه على النظريّات والفروض والمسلّمات الموجودة.
- تجنّب الوقوع بأخطاء الباحثين السابقين نفسها، و التعرّف على الوسائل التي استعملوها لحلّ المشاكل.
- مرجع هامّ للباحث، حيث تحتوي على العديد من المصادر التي لم يستطعِ الوصول إليها.
- تكامل الدراسة والأبحاث العلميّة التي يقوم بها الباحث، وذلك بسببِ تكامل الدراسات السابقة بين يديْه.
- شموليّة عنوان البحث للجوانب الموضوعيّة، والجغرافيّة، والزمنيّة.
صياغة الفروض البحثية:
- تعريف الفرضيّة أو الفرض، وهو تخمين للاستنتاج الذي سيحصلُ عليه.
- مكوّنات الفرضيّة، حيث تتكوّنُ من مكونين: الأول متغيّر مستقلّ، والثاني متغيّر تابع.
- أنواع الفرضيّات، ويقسم لنوعين: الأول الفرض المباشر، ويقوم بتحديد علاقة إيجابيّة بين متغيريْن، أما الثاني فيسمّى بالفرض الصفريّ ويعطي العلاقة السلبيّة بين المتغيّر المستقلّ والمتغيّر التابع.
- شروط صياغة الفرضيّات، بأن تكون الفرضية واضحة ومنسجمة مع الحقائق العلميّة، وبعيدة كلّ البعد عن الخيال، ويجب صياغتها بشكل دقيق، بحيث تكونُ قادرة على تفسير الظاهرة وإعطاء الحلّ، بكل إيجاز ووضوح بعيداً عن التعقيدات، مستعملاً أبسط الألفاظ، وبعيداً عن التحيّزات الشخصية، وأن تكمّلَ الفرضيّات بعضها بعضاً.
تصميم خطة البحث: بحيث تحتوي خطّة البحث على العناصر التالية:
- عنوان للبحث الذي تعمل عليه.
- مشكلة البحث التي حددتها.
- الفرضيّات.
- اختيار العينة، على أن تكون عينة واضحة.
- حدود البحث.
- خطّة البحث.
==جمع المعلومات وتحليلها: تعتمد جمع المعلومات على عامليْن أساسيّين، هما:
- بأن تكون المعلومات التي جُمعتْ متعلّقة بالناحية النظريّة، وإذا كانت الدراسة ميدانيّة، يجب وضع جانب نظريّ يوضّحها.
- المعلومات المتعلقة بالجانب الميدانيّ، يكون جمعها معتمداً على الاستبيان، أو المقابلة، أو الملاحظة.
يجب تحليل المعلومات التي تمّ جمعها، واستنباط النتائج منها، ويكونُ التحليل إمّا عن طريق النقد، أو بعمل تحليل إحصائيّ، وتتم كتابة التقرير بعد ذلك كمرحلة أخيرة، بحيث يحتاج الباحث إلى كتابة البحث الذي أجراه بكلِّ جوانبه.