تُعدّ الحواس نعمة من الله عزّ وجلّ لجميع الكائنات الحية التي تعيش على في الأرض، وتحديداً الإنسان الذي يمتلكُ خمس حواس تُشكّل مصدراً رئيسيّاً للإدراك، كما أنّها تعتبر عناصر مهمةً لمعرفةِ كلّ الأحداث وتحليل المواقف التي تواجه الإنسان؛ من خلال فهم كيفية حدوثها والشعور والإحساس بها، فترتبط الحواس الخمس معاً ولا يمكن فصلها عن بعضها البعض، فهي من الأعضاء المهمة في جسم الإنسان لدورها الأساسي في دعم عملية التواصل مع الأشياء والأفراد الآخرين، والبحث، والاكتشاف، والتعلّم، والتعرَّف على ماهيّة الأمور، فلكلّ حاسةٍ وظيفة خاصة بها تتكامل مع وظائف الحواس الخمس الأُخرى.
الحواس الخمسيمتلك الإنسان خمس حواس رئيسيّة تُمثلُ خمس أدوات تُساعده على اكتشاف العالم المحيط به، وتشمل الحواس الآتية: حاسة اللمس، وحاسة التذوق، وحاسة السمع، وحاسة الشم، وحاسة البصر، وفي ما يأتي معلومات عن كلٍّ منها:[١]
حاسة البصرحاسة البصر (بالإنجليزيّة: Sense of Sight) هي الحاسة التي تُساعد على الرؤيا؛ حيث تُعالج العين الضوء وتنقله إلى الدماغ الذي يُفسّره، ويعبّر الضوء من خلال قرنية العين؛ ممّا يُساهم في تنظيم حجم الضوء الداخل إلى العين، ويُطلَق على القسم الملوّن من العين اسم القزحية، ويعتمد تركيز الضوء في العين على جُزء منها يُعرَّف باسم الشبكيّة والتي تساعد على تحويل هذا الضوء إلى الأعصاب، ويؤدّي ذلك إلى نقله للدماغ الذي يهتمّ بتفسيره.[٢]
تتميّز عين الإنسان بمجموعةٍ من المميّزات، ومن أهمّها:[٣]
حاسة السمع (بالإنجليزيّة: Sense of Hearing) هي حاسة تستخدم الأذن التي تُمثّل العضو القادر على سمع الأصوات، فيتواصل الأفراد معاً باستخدام الكلمات والصوت، ويستطيع الطفل تعلّم الكلام من خلال سماعه للأصوات الصادرة من الأفراد المحيطين به؛ حتّى يتمكن لاحقاً من تطوير قدرته على الكلام.[٤]
يمتلك كلّ إنسان أذناً في جانبي رأسه، وتتّصل مكونات الأذن مع الجمجمة، وتشمل أذن الإنسان ثلاثة أقسام أساسيّة وهي:[٤]
تعتمد عملية السمع في جسم الإنسان على دور الأذن في تحويل وإرسال الإشارات العصبيّة للدماغ؛ حيث يتمكن من إدراك الاهتزازات المُنتقلة عبر الهواء على شكل موجات؛ ممّا يؤدي إلى استجابة الرأس وحركته للأصوات المسموعة، كما تُساهم الأذن في المُحافظة على توازن الجسم، ومُساعدته على الحركة بطريقة صحيحة.[٤]
حاسة الشمتُعدّ حاسة الشم (بالإنجليزيّة: Sense of Smell) من الحواس المميّزة والمهمة في جسم الإنسان؛ حيث ترى مجموعة من العُلماء أن القُدرةَ على الشم تُساعد الإنسان على الاستمتاع بحياته، كما توفر للإنسان القُدرة على التمييز بين الروائح المُختلفة؛ وخصوصاً عند شم الروائح المُتعلقة بالمخاطر، مثل: رائحة تعفن الطعام أو رائحة دخان الحرائق أو رائحة الغاز.[٥]
تعتمد حاسة الشم على الخلايا المُتخصصة بالشم والموجودة في الأنف البشريّ؛ حيث تصل مساحة هذه الخلايا إلى حوالي 2,5 سم²؛ أي 250 ملم² تقريباً، وتزداد قُدرة الأنف على الشم عندما يحفّزه الإنسان على الاستنشاق القوي، فداخل كلّ 1 ملم² في الأنف توجد 1000 خلية من الخلايا العصبيّة الخاصة بالشم، ويصل مجموعها الكُلي إلى 10,000,000 خلية.[٦]
حاسة التذوقحاسة التذوق (بالإنجليزيّة: Sense of Taste) هي حاسة تعتمد على انتشار مجموعة من الخلايا على لسان الإنسان وتشبه النتوءات بشكلها، وتُساعد الإنسان على تذوق الطعام ومعرفة نكهة السوائل، والتمييّز بين الحلو والمُرّ والمالح، وتنتشر هذه الخلايا في جميع أنحاء اللسان؛ حيثُ توجد في مقدمته الخلايا المسؤولة عن تذوق الطعام الحلو، وفي أسفله توجد الخلايا المُتخصصة بالطعام المُرّ، أمّا على جانبيه تنتشر الخلايا الخاصة بتحديد الطعام المالح والحامض.[٧]
حاسة اللمسحاسة اللمس (بالإنجليزيّة: Sense of Touch) هي الحاسة المعتمدة على جلد الإنسان بشكلٍ أساسيّ، وتُساعد هذه الحاسة الإنسان على معرفة طبيعة الأشياء عند لمسه لها؛ ممّا يدعم قدرته على التعرَّف عليها، فيستطيع تحديد مدى صلابتها، والشعور بالحرارة سواء الباردة أو الدافئة والناتجة عن الأشياء الملموسة، فيعتبر الجلد أول عضو في جسم الإنسان يتأثر في جميع المُؤثرات الخارجيّة.[٨]
تنتشر الخلايا المسؤولة عن حاسة اللمس في جميع أنحاء جلد الإنسان؛ إذ لا تتجمع في مكانٍ واحد فقط على الجلد، بل تتوزع بشكلٍ غير منتظم على مناطق سطح الجلد، وكلّما كان عدد الخلايا العصبيّة كثيراً في منطقةٍ ما، كلّما ازداد شعور الإنسان باللمس، وتُعتبر مُقدمة اللسان أكثر مناطق الجسم شعوراً باللمس، بينما أضعف مناطق الجسم لحاسة اللمس هو ظهر كف اليدّ، كما تُعدّ مُقدمة الأنف وأطراف الأصابع من الأجزاء شديدة الإحساس في اللمس.[٨]
المراجعالمقالات المتعلقة بموضوع عن الحواس الخمس