في ظل الثورة العلمية والتكنولوجية والتقنية أضحى البحث العلمي من أهمّ الأدوات المستخدمة لجمع المعلومات بصورة علمية وموضوعية وللتوصل إلى حقائق ونتائج تساعد على اتخاذ القرارات بشكل سليم مع حساب الأخطار وتحديد احتماليات النجاح والفشل وغيرها، حيث لا يمكن الاستغناءعن هذه الأداة العلمية الهامّة التي أضحت أداة حتمية لحل المشكلات المختلفة في كافة المجالات سواء العلمية أو الأكاديمية أو التكنولوجية، والتقنية، أو التطبيقية وكذلك الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، والديمغرافية وغيرها من العلوم الطبيعية والبشرية.
للتمكّن من تحقيق الأهداف المطلوبة من البحث بغض النظر عن كونه بحثاً أساسياً نظرياً أو تطبيقياً، لا بدّ من اتباع عدد من الخطوات الأساسية المنتظمة والمتسلسلة التي تضمن تحقيق الأهداف المرجوة من البحث، وذلك ابتداءً من وضع مقدمة جيدة قوية شاملة للموضوع أو للقضية التي تناول الباحث الحديث عنها ودراستها، انتقالاً إلى التطرق إلى مشكلة البحث، وحدوده الزمانية والمكانية، وأهميته، وهدفه، و تكوين إطار نظري يضم الدراسات السابقة ويربط بين العلاقات بين المتغيرات المختلفة، ثم وضع الفروض وجمع البيانات وفحصها وتحليلها وأخيراً التوصل إلى النتائج وتقديم التوصيات، ونظراً لأهمية مقدمة البحث كعنصر جاذب للقارىء نحو قراءة البحث سنتحدث عن أفضل الطرق المتبعة لكتابة المقدمة وعن أهم مكوناتها في هذا المقال.
مقدمة البحث العلميأولاً لا بدّ من معرفة أن مقدمة البحث العلمي تعتبر الجانب التسويقي أو الترويجي للبحث، وهي غالباً ما تجيب عن سؤال هل سيقرأ الباحث البحث أم لا، كونها تأتي في البداية وتشكل عرضاً شاملاً واضحاً ومختصراًَ يضمّ بطريقة مشوقة عنوان البحث بشكل مفصّل مع حدوده الزمانية والمكانية ومجتمع الدراسة وصفاته، كما يضمّ الأهمية والمبررات التي دفعت الباحث للبحث فيه، والهدف الرئيسي منه، أي ماذا سيقدم للعلم أو للمعرفة أو ما هي المشكلة التي سيحلّها البحث في هذه القضية، وتشكل مدخلاً رئيسياً له، وتهيئ القارىء لخوض غمار رحلة القراءة في الموضوع دون تردد أو خوف من ضياع الوقت دون تحديد أية نتائج.
عناصر مقدمة البحثالمقالات المتعلقة بكتابة مقدمة بحث علمي