خصائص الشعر في العصر الجاهلي

خصائص الشعر في العصر الجاهلي

الشعر الجاهلي

تعدّدت وتنوّعت الموضوعات الشعريّة التي قال فيها الشعراءُ الجاهليون قصائدهم من مدحٍ، وحماسةٍ، وغزلٍ، وحكمةٍ، وقد جمعت هذه القصائدُ الكثير من الخصائص والسمات التي ميّزت الشعر في هذا العصر عن غيره من العصور اللاحقة، حيثُ سنعرضُ بعضاً منها في هذا المقال بالتفصيل.

خصائص الشعر الجاهلي
  • الأصالة: وتعني أنّ القصيدة الجاهليّة موروثة بتقاليدها الفنيّة والمتكاملة، فقد جاء شكلها التقليديّ على أيدي الشعراء الجاهليّين، واكتملت عناصرها ومقوّماتها الفنيّة، حيثُ تبدأ بالمقدّمة الطلليّة، ثم يخرج الشاعر منها إلى وصف رحلته في البيداء الواسعة، منتقلاً فيما بعد إلى غرضه الرئيسيّ كالفخر، أو المدح، أو الهجاء، وبه يُنهي قصيدتَه، وإن كان بعض الشعراء أحياناً يختتمونها بأبياتٍ من الحكمة، وعلى الرغم من ذلك التنويع في القصيدة إلاّ أن أبياتها تتناغم أجزاؤها، وتتجاور معانيها.
  • الصدق الفنيّ والوضوح: فقد انعكست الحياة الجاهليّة على معاني القصائد الشعريّة، فجاءت واضحةً من غير تكلُّف أو غموض، وسهلة التناول بالرغم من تعدّد الموضوعات فيها، حيثُ كان الشاعر ينتقل من موضوعٍ إلى آخر بسلاسةٍ ويُسرٍ، دون أن يشعر القارئ بنقلته المفاجئة وتحوّله السريع، ومن مظاهر الوضوح في القصيدة: الصدق في التعبير، وتسجيل الوقائع كما هي دون تغيير أو تحريف، فإذا مدح كان صادقاً في المدح، وإذا هجا لم يقذعْ، وإذا وصف لم يُبالغْ.
  • الغنائيّة: فالشعر الجاهليّ شعرٌ غنائيّ، يُعبرُ فيه الشاعر عن نفسه، وعواطفه، وأحاسيسه، فقد اعتمدَ في أوّله على الإنشاد، والغناء وكان يُسمّى بحداء الإبل، أيّ أن الجاهليّين كانوا يحدون به، ويرددونه بصوتٍ عالٍ، وبصورةٍ جماعيّةٍ أثناء سفرهم في الصحاري وتنقلهم بين الفيافي، حيثُ ساعد هذا الغناء على حفظ الشعر، وتداوله بين القبائل، وتثبيته في الذهن والذاكرة.
  • بساطة الأخيلة وحسيّة التصوير: فالصور الشعريّة مُستقاة من عالم الشاعر الماديّ، ومن بيئته المحيطة، فهو لم يصفْ شيئاً إلاّ وقرنه بما يُماثله من واقعه، فمن هنا كان اعتماده على الاستعارات والتشبيهات التي يأخذها من حياة البادية والصحراء، التي جاءت معظمها صادقة، وسهلة، ودقيقة، مع الميل للاستطراد في تناول المعنى، وقلّما نجد تشبيهات وأخيلة عقليّة أو فكرية.
  • الصياغة الُّلغويّة المُتقنة والمُحكمة: يتميّزُ الشعر الجاهليّ بمتانة التراكيب والصياغة، وباللغة الأدبيّة الراقية، فهي جَزِلة وفخمة في موضوعات المدح والفخر، وسهلة ورقيقة في موضوعات الغزل والاعتذار، وقد تشيعُ بعض الألفاظ الخشنة والغريبة في بعض القصائد، ويعود عدم فهمنا لها هو طول الفترة الزمنيّة بيننا وبينهم، وقلّة دوران تلك الألفاظ على ألسنتنا؛ فالشعر الجاهلي في نهايته هو شعرٌ مطبوع بمعنى أن الشاعرَ يعتمدُ في أسلوبه على فطرته وبديهته، بالرغم من وجود بعض الشعراء وعلى رأسهم زهير بن أبي سلمى الذين اهتمّوا بتجويد وتنقيح أشعارهم.

المقالات المتعلقة بخصائص الشعر في العصر الجاهلي