بورما (بالإنجليزية: Burma)٬ أو ميانمار (بالإنجليزية: Myanmar)٬ هي دولةٌ تقع في جنوب شرق آسيا، وتُسمّى بورما كذلك نسبةً إلى الشعوب البرماوية الذين يُشكّلون الغالبية العُظمى من السُكان. في عام 1989م اختارت السلطات العسكريّة والحكومة البرلمانية في بورما اسم ميانمار كاسم تقليدي لدولتهم٬ ولم تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الاسم حتى الآن. تبلُغ المساحة الإجمالية لبورما 676,578 كم²، ويبلُغ تعدادها السُكاني 56,890,418 نسمة٬ وذلك وفق أرقام عام ٢٠١٦م، وهي بذلك تأتي في الترتيب الـ 25 على دول العالم من حيث عدد السُكان.[١]
تقع بورما في منطقة شرق آسيا، وتحدُّها الصين من الجهة الشماليّة الشرقية، ومن الجهة الغربية تحدّها الهند وبنغلادش، ومن الجنوب تطلّ على خليج البنغال وبحر أندامان، أمّا من الجهة الشرقية فتحّدها لاوس وتايلند،[٢] أمّا بالنسبة لخطوط الطول والعرض فإنّ بورما تقع بين دائرتي ′0 °22 شمالاً، و ′0 °96 شرقاً.[٣] تتبع بورما التوقيت القياسي لميانمار (MMT) والذي يزيد ستّ ساعات ونصف عن توقيت غرينيتش (GMT +6:30).[٤]
تتمتّع بورما بمُناخٍ استوائيّ مَوسميّ، ويتميّز هذا المُناخ بتأثيراتٍ موسميّة قوية، وبخصائِص أهمّها أشعة الشمس القوية، وارتفاع مُعدّل هطول الأمطار، والرطوبة العالية. يتراوح مُتوسّط درجة الحرارة السنوية في بورما بين 22 درجة مئوية حتى 27 درجة مئوية على مدار السنة، وتصل نسبة الهطول المطري في منطقة الدلتا إلى حوالي 2500 ملليمتر، في حين يبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي في المنطقة الجافة إلى أقل من 1000 ملليمتر، والمناطق الساحلية تستقبل أكثر من 5,000 ملليمتر من الأمطار سنوياً.[٥] تمرّ في بورما ثلاثة فصول، وهي:[٥]
تُعدّ بورما من أكثر البلدان تنوعاً من ناحية الأعراق؛ حيث توجد فيها ١٣٥ جماعة عرقية مختلفة٬ تختلف كلٌّ منها في عاداتها وثقافتها٬ ولغتها٬ ودينها، ونظراً للتنوّع العرقي الهائل٬ رأى الجنرال أونغ سان ضرورة توقيع اتفاقيّةٍ لإلزام حكومته بحفظ حقوق الأقليات في عام 1947م، وفي العام نفسه اغتيل الجنرال٬ ولم تُطبّق الاتّفاقية. اليوم٬ لا يشمل الدستور المكتوب في عام 2008م أي حماية للأقليات٬ الأمر الذي أثار الكثير من الجدل والقلق بين أطياف المجتمع؛ حيث توجد في بورما سبع مجموعات رئيسيّة٬ إلى جانب المجموعة العرقية الرئيسية٬ وهي كالآتي:[٦]
تعتنق الغالبية الساحقة من السُكان الديانة البوذية٬ بنسبة تصل إلى 87.9%٬ تتبعها الديانة المسيحية٬ حيث يعتنقها 6.2% من السكان٬ تليها ديانة الإسلام بنسبة 4.3%. كما يعتنق 0.8% من السُكان الديانة الأرواحية٬ و 0.5% الهندوسية.[١]
تشكّلت الأمة التي تُعرف باسم بورما لأوّل مرة خلال العهد الذهبي لباقان في القرن الحادي عشر الميلادي، واستلم الملك أناوارثا العرش في عام 1044م، وتوحّدت بورما تحت حكمه؛ حيث إنّ اعتناقَه للبوذية أدّى به إلى البدء في بناء المعابد في مدينة باقان، وفي فترة حكم وريثه٬ الملك كايانزيتا٬ اكتسبت بورما اسم "مدينة الأربعة ملايين معبد".[٧]
في القرن التاسع عشر٬ قامت بريطانيا بعدة محاولات لاحتلال بورما٬ حتّى نجحت أخيراً في عام 1886م٬ وضمّتها إلى مُقاطعة في الهند التي كانت مُحتلّةً من قِبَل الهند آنذاك. عملِت قوات الاحتلال على تهميش الثقافة المحلية في بورما٬ وعززت الاختلافات العرقيّة بين شعبها من خلال المُحاباة بين الأقليات وإثارة النعرات العرقية؛ حيث أدّت هذه الممارسات لقيام الحركات الاحتجاجيّة في البلاد في العشرينيات من القرن الماضي٬ خاصّةً بين طُلاب الجامعات.[٧]
في عام 1941م احتلّت اليابان بورما بمساعدة من مجموعة طلابيّة من بورما نفسها٬ مُقابل تحرير الأخيرة من الاحتلال البريطاني، لكن اليابان لم تلتزم بالاتفاقيّة، ممّا دفع الطلاب لعقد اتفاقية أخرى مع البريطانيين لهزيمة اليابان، وكانت في مقدمة هذه الاتفاقيات طالب الحقوق أونغ سان، الذي بَرزَ كقياديٍّ كبير خلال هذه الظروف وأصبح قائداً للبلاد. في عام 1947م٬ وبعد مفاوضات مُتكرّرة مع البريطانيين توصّل سان إلى مُعاهدة تقضي باستقلال بورما وإنهاء الاحتلال البريطاني.[٧]
في العامِ نفسه اغتيل أونغ سان، وبعد عدّة مُفاوضات نالت بورما استقلالها في الرابع من يناير لعام 1948م، عانت البلاد خلال العقد التالي من التخبُط والتفرُق بين المجموعات العرقية والحكومة؛ ففي عام 1958م ترأس الجنرال ني وين حكومة مُؤقتة٬ وتولّى السَيطرة على جميع البلاد٬ وعزّز موقفه كدكتاتور عسكري في بورما. شهدت العقود الثلاث اللاحقة دمار البلاد اقتصادياً وثقافياً٬ وعَزلها عن العالم الخارجي، وعلى الرّغم من عدّة مُحاولات لإعادة البلاد للطريق الصحيح باتت جميعها بالفشل٬ واستمرّ الحُكم الديكتاتوري على بورما.[٧]
المقالات المتعلقة بأين توجد بورما على الخريطة