خصائص الشعر في العصر العباسي

الشعر في العصر العباسي

الشعر هو أحد أشكال الفنون الأدبيّة العربية، ويمتاز بأنّه كلامٌ موزونٌ يعتمد على القافية، ويدل على معنى معيّن، يتخذه الشاعر وسيلةً للتعبير عمّا يجول في نفسه من مشاعر وآراء، وفق بعض القواعد الخاصّة بالشعر.

للشعر خصائصٌ عدةٌ تختلف من عصرٍ لآخر، فالشعر في العصر الجاهلي يختلف كثيرأ عن الشعر في العصر الإسلامي، أو الأموي أو العباسي، وفي هذه المقالة سنتعرّف على خصائص الشعر في العصر العباسي.

خصائص الشعر في العصر العباسي

للشعر في العصر العباسي خصائصٌ عدةٌ تميزه عن باقي العصور، ومن هذه الخصائص ما يأتي:

• بناء القصيدة: اتجه الشعراء في العصر العباسي إلى نظم القصائد ذات الأوزان السهلة والخفيفة، وذلك حتى تتناسب مع المجتمع الجديد الذي يكثر فيه اللهو والغناء.
• منهج القصيدة: الابتعاد عن المنهج القديم للقصيدة العربيّة، والذي يقوم على المقدّمة والغرض، فتجنّب شعراء العصر العباسي المقدمة الطويلة في قصائدهم، ودعوا للابتعاد عنها.
• استخدام الألفاظ السهلة، التي يسهل فهمها وحفظها من جهة، ولها عمقٌ كبيرٌ من جهةٍ أخرى.
• التوجه لاستخدام الخيال والصور المعقدة التي تتناسب مع طبيعة الحياة الجديدة.
• التكلف في توظيف المعاني والمفردات في القصيدة.
• تطوير الأغراض الشعرية القديمة كالغزل والمدح والفخر، حتى تتناسب مع طبيعة الحياة الجديدة.
• التغنّي بجمال الطبيعة، وفخامة البناء والديكورات الموجودة كالنوافير، والبرك، ومجالس الغناء والرقص.
• استخدام البديع اللغوي، والذي يقوم على الاستعارات والكنايات، والطباق والجناس.
• شيوع المعاني الفلسفية في القصائد العربية.

الفنون الشعرية الجديدة في العصر العباسي

ظهر في العصر العباسي فنونٌ شعريةٌ جديدةٌ، وهي كما يأتي:

• شعر الزهد والحكمة: مع انتشار الترف واللهو والمجون في العصر العباسي، إلا أنّ هناك طائفة دعت إلى التقشف، وعدم الانجراف وراء تلك المظاهر الخادعة، ومن أشهر شعراء الزهد والحكمة في العصر العباسي أبو العتاهية، وصالح عبد القدوس.
• الشعر التعليمي: وكان نتيجةً حتميةً لمزج الثقافات وظهور الترجمة وغيرها من الآداب التي جاءت إلى البلاد العربية مع المسلمين من غير العرب، ويقوم الشعر التعليمي على المعارف والأخبار التي ينظّمها الشعراء من أجل تعليم الناس، ومن أبرزهم الشاعر أبان بن عبد الحميد اللاحقي الذي نظم قصص كليلة ودمنة في قصيدةٍ تجاوزت العشرة آلاف بيتٍ، كما نظم قصائد في الصوم والزكاة، بالإضافة إلى الكثير من القصائد التي تدعو إلى تربية الأبناء والتهذيب، والحث على العلم، ومن أمثلة الشعر التعليمي، ما كتبه الشاعر علي بن الجهم في التاريخ العربي، فقال:

يا سائِلِي عَنِ ابْتِداءِ الخَلْقِ

مَسْأَلَةَ الْقاصِدِ قَصْدَ الْحَقِّ

أَخْبَرَنِي قُوْمٌ مِنَ الثِّقاتِ

أُولُو عُلُومٍ وَأُولُو هَيْئاتِ