بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الأمين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين. أما بعد،
الصيام هو من أفضل العبادات التي شرعها رب العالمين وأجلها، ففيه تزكية للنفوس وتطهير لها، وفيه أجر كبير عند رب العالمين، والصائم له فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه. وقد شرع الله تبارك وتعالى للمسلمين صيام شهر رمضان المبارك، حيث يُعَد صيامه فرض واجب على كل المسلمين، كما يعد من أركان الإسلام الخمسة.
وقد جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة الحث على صيام بعض الأيام الأخرى من السنة، فصيام تلك الأيام هو من صيام التطوع والنافلة، ومن تلك الأيام: صيام عشر ذي الحجة، وصيام الستة من شوال، وغير ذلك. وقد جاء أيضًا في بعض النصوص الشرعية النهي عن صيام بعض الأيام من السنة، ومن تلك الأيام: النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصيام، والنهي عن صوم الدهر، والنهي عن صيام يوم عيد الفطر، ويوم عيد الأضحى، وغير ذلك، ومن الأيام الأخرى المنهي عن صيامها: يوم الشك، وهذا اليوم هو الذي سنخصه بالذكر في تتمة هذا المقال.
إنّ يوم الشك هو اليوم الثلاثين من شعبان، وهذا اليوم لا يسمى دائمًا بيوم الشك، وإنما يسمى بيوم الشك إذا ما وقع عند مسلمين شك في هذا اليوم، هل هو حقًا اليوم الثلاثين من شعبان، أم أنه اليوم الأول من رمضان؟ ومن أسباب وقوع هذا الشك: تلبد السماء بالغيوم، وسوء الأحوال الجوية، وغير ذلك.
أمّا إذا ظهر الهلال ورآه المسلمون في ليلة ذلك اليوم، فحينها لا يعتبر يوم شك، وإنما يعتبر يقينًا اليوم الأول من رمضان. وكذلك إذا لم يظهر الهلال ولم يراه أحد من المسلمين، فحينها لا يعتبر اليوم الثلاثين يوم شكٍ، وإنما يعتبر يقينًا اليوم المتمم لشعبان.
وبناءً على ما ثبت لدينا من نصوصٍ شرعية، فإن صيام يوم الشك محرم، والواجب على المسلمين أن يفطروا في ذلك اليوم، فصيام رمضان لا يكون إلا برؤية الهلال، وإذا لم يتمكن المسلمون من رؤية الهلال، أو شكوا في رؤيته، فالواجب أن يفطروا في اليوم الثلاثين من شهر شعبان، ويصوموا في اليوم الذي بعده، وقد جاء النهي على صيام يوم الشك في بعض النصوص الشرعية، ومنها: قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: « من صام اليوم الذي يشك فيه الناس، فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم. » [رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني].
المقالات المتعلقة بحكم صيام يوم الشك