الإيمان أصل سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، ولذلك اهتم القرآن الكريم ببيان حقيقته، وعوامل زيادته، وبيّن نواقضه:
حقيقة الإيمان: تصديق وقول وعمل
يقتضي الإيمان من صاحبه أن تجتمع فيه أمور ثلاثة هي:
التصديق القلبي بعقيدة الإسلام، مثل: التصديق الجازم بأن الله واحد لا شريك له، وأن محمداً -صلى الله عليه وسلم- الرسول المبعوث رحمة للعالمين، وأن اليوم الآخر حق. الإقرار باللسان: وهو أن يتلفظ الإنسان بالشهادتين. العمل الصالح: وهو أن يقوم الإنسان بالأعمال الصالحة، كالعبادات، والمعاملة الحسنة مع الناس، وأن يبتعد عن المعاصي والآثام. ويقسم الناس بالنسبة إلى هذه الأمور إلى أربعة أصناف:
المؤمن: هو الذي وُجد فيه التصديق والإقرار والعمل. الكافر: هو الذي فُقد فيه التصديق والإقرار والعمل. المنافق: هو الذي انتفى عنده التصديق القلبي، مع تظاهره بالإقرار بلسانه، وبالعمل الصالح. الفاسق: هو الذي يصدق بقلبه ويقر بلسانه، ولكنه يقترف بعض الكبائر، كالزنا، وشرب الخمر. زيادة الإيمان ونقصانه:
وضحت آيات القرآن الكريم أن الإيمان يزيد في نفس صاحبه بالطاعات، ومن الطاعات التي تزيد الإيمان:
ذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن الكريم، قال تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" (الأنفال: 7). التفكُّر: فكلما نظر الإنسان في خلق الله، ازداد استشعاراً لعظمة الله تعالى ودقة صنعه، قال تعالى: "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ". العلم: فكلما ازداد الإنسان علماً بالله تعالى ومظاهر قدرته، ازدادت خشيته له، قال تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ". الإكثار من النوافل: فالإقبال على النوافل يهذب نفس المؤمن، ويزيده قرباً من الله تعالى وحباً له، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي: " وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه، وما زال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني عبدي أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه". نواقض الإيمان:
نواقض الإيمان: هي اعتقادات أو أقوال أو أعمال، تُخرج صاحبها من الإيمان إلى الكفر. ومن صور هذه النواقض:
التوجه بأي شكل من أشكال العبادة لغير الله تعالى، كالنذر لغير الله تعالى. إنكار ما علم من الدين بالضرورة، أي إنكار أي أمر من الأمور التي دلت النصوص الشرعية القاطعة والصريحة على أنها من الدين، مثل: إنكار الجنة أو النار، أو حرمة الزنا، أو وجوب الصلاة. استحلال الحكم بغير ما أنزل الله تعالى: فمن يستحل الحكم بغير ما أنزل الله، يكون معتقداً بنقصان شريعته، وتفضيل شريعة البشر عليها. الاستهزاء بأحكام الدين وشعائره، مثل: الاستهزاء بالله، أو بأحد من الأنبياء، أو بشيء من القرآن الكريم، أو بشيء من شعائره الإسلام. سب الذات الإلهية، أو الرسول، أو الدين : فالتلفظ بشيء من هذه الشتائم، يخرج من الإيمان إلى الكفر، ولا ينفع المتلفظ بها الاعتذار بأنها عادة لا يمكنه تركها، أو أنه لا يملك نفسه حين الغضب. موالاة الكافرين: إذ أنها تدل على الرضا بالكفر، وحب الكافرين.