صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة يعتبر الزواج من الأمور المهمّة في حياة كلّ الأفراد؛ ولكن الأهم هو الاختيار الصحيح للزوج أو الزوجة، بمعنى أن نختار شريك الحياة حسب مواصفاتٍ معيّنةٍ تساعدنا على العيش حياةً أفضل من ذي قبل، وليس مجرد زواجٍ، وحتى الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (تُنكحُ المرأةُ لأربعٍ : لمالِها، ولحسَبها، ولجمالِها، ولدينِها ، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تربت يداك)، وهذا دليلٌ على أنّه من المهم التفكير قبل اختيار شريكة أو شريك الحياة؛ فكما تُختار الزوجة لعدة أسبابٍ وصفاتٍ؛ فإن الرجل أيضاً يُزوج لعدة أسبابٍ، ولا بد من توفر العديد من الصفات في الرجل عند التفكير بالزواج، وهنا سنذكر الصفات التي يتمتع بها الرجل والزوج الصالح حسب الكتاب والسنة.
صفات الزوج الصالح
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَىْءٍ فِى الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ) من الحديث يتّضح أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد أوصى بالنساء وبمعاملتهن أحسن معاملة، ولتعامل المرأة أحسن معاملة يجب أن يتحلّى زوجها بالصفات التي أوصى بها الكتاب والسنة وهي:
- المعاشرة الحسنة والمعاملة بالمعروف: وهذا ذكر في الكتاب والسنة حيث قال تعالى:(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)[النساء:19]، والمعاملة بالمعروف لا تعني المال الكثير والأثاث الفخم والملابس الفاخرة؛ وإن~ما المعاملة الحسنة والقول الحسن واللطف معها، وللرجال في الرسول صلى الله عليه وسلم أسوةً حسنةً لهم، وليتعلموا من صفاته الحسنة ومن أفعاله الرائعة ومن معاملته النادرة لنسائه من حيث لطفه وحسنه معهم.
- أن يعطي الزوجه حقها الكامل في الطعام والكساء والتأديب: قال صلى الله عليه وسلم :"أن تُطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت"، فمن حق الزوجة على زوجها إطعامها وكساؤها بالحلال، وتأديبها في حال نشوزها، ولا بدّ من التنبيه هنا لكلمة تأديب؛ لأن البعض وللأسف الشديد يظن أن التأديب المشروع له يكون بالضرب المبرح، وهذا قمة الخطأ؛ لأن تأديب الزوج لزوجته يكون بما أمره الله، ويكون بعد التأنيب والكلام معها مرتين فإن لم تستجب فيكون الضرب في المرحلة الثالثة ويكون خفيفاً دون كسورٍ ولا تجريحٍ ولا تورمٍ في أيّ جزءٍ من أجزاء جسدها.
- أن يعطي الزوج زوجته حقها في الفراش: قال تعالى:(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [البقرة:228]، وهذا يعني أن يعطيها الزوج حقها كاملاً متى ما أرادت، مثلما تعطيه حقه ما أراد، لأن هذه علاقةٌ متكاملةٌ بين طرفين لا تتم إلا برضا الطرفين، وكان أحد الصحابة رضي الله عنهم يتزيّن لزوجته كما تتزيّن هي له.
- أن يكون مستقيماً مطيعاً لله: وأن لا يجعل طاعةً لمخلوقٍ في معصية الخالق، وأن تكون طاعة الله نهجه وطريقته في الحياة، فمن خاف الله لا خوف منه.
- أن يكون ليناً حسن الخلق: فالرجل الذي يغضب بسرعةٍ يكون صعب الطباع وصعب المعاشرة.
- يعرف الأسس المنهجية في تربية الأطفال: وهذه من أهم الأمور؛ لأنّ الأطفال هم نبض الحياة، ويحتاجون للتربية السليمة ليكونوا أفراداً مفيدين في المجتمع، ويساعدون في تطوّره.