الإنسان مهما بلغ من قوة و جبروت فسيظل مخلوقاً ضعيفاً ، و دائم الحاجة إلى رضا الله عزوجل و رحمته ، و كلما ألم به أمر من أمور الدنيا يلجأ إلى الله تعالى و يطلب منه العون و المساعدة ، و يستغيث به ، ففي أي مأزق يتعرض له أول ما يقول الإنسان يا رب أو يا الله ساعدني ، فاللّجوء إلى الله في كل أمور الدنيا صغيرة أو كبيرة هو من صفات الإنسان المؤمن و الدائم التوكل على الله تعالى .
يكون اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء ، فيكون الدعاء لنيل رضا الله تعالى و رحمته و مغفرته ، و لا بأس أن يكون لبعض الأمور الدنيوية المباحة ، أو لطلب العون و المساعدة من الله عند تعرض الإنسان للظلم ، فدعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب ، أو الإستغاثة بالله عزوجل عند الوقوع في أي مأزق أو مشكلة ، فالإنسان المؤمن دائم الذكر لله عزوجل و دائم الدعاء له تعالى و دائم التوكل عليه عزوجل .
لكن كيف يكون الدعاء مستجاب
حتى يكون الدعاء مستجاباً فإنه يجب أن يتسم بالشروط التالية التي أخبرنا عنها الله عزوجل و رسوله الكريم ، و هذه الشروط هي :
- إخلاص النية لله عزوجل في الدعاء ، و التوجه إلى الله تعالى بالدعاء و الإعتماد عليه وحده ، و الإخلاص محله القلب ، فكما قال عزوجل في كتابه الكريم : " فادعوا الله مخلصين له الدين و لو كره الكافرون " .
- الصبر و عدم استعجال الإجابة من الله تعالى .
- التوبة من المعاصي و العزم على عدم العودة إليها .
- إياك و الكسب الحرام ، و السعي دائماً وراء الكسب الحلال ، فالكسب الحرام سبب من أسباب عدم استجابة الدّعاء .
- أحسن الظن بالله تعالى في جميع الأوقات ، فكما قال عزوجل في حديثه القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي ، و أنا معه حيث يذكرني " .
- استحضار القلب في الدعاء و تدبر معاني ما تدعو ، فقد قال رسول الله عليه الصلاة و السلام : " و اعلموا أن الله لا يستجيب الدعاء من قلب غافل " .
- عدم الاعتداء و تعدي الحدود في الدعاء ، كأن تطلب من الله أن يضعك في منزلة من منازل الأنبياء أو أي سؤال يناقض شرع الله و حكمته و أوامره عزوجل ، كطلب العون لأمور محرمة، و الابتعاد عن أي أمر يخالف ما أخبره الله عزوجل لنا ، و عدم الدعاء بما لا يفعله الله عزوجل ، كتخليدك إلى يوم القيامة .
- اغتنم الأوقات الشريفة التي يستجاب بها الدعاء ، مثل : شهر رمضان و خاصة العشر الأواخر منه و خاصّةً ليلة القدر ، و عشيّة يوم عرفة ، و يوم الجمعة من كل أسبوع ، و وقت السحر ، و الوقت بين الأذان و الإقامة ، و عند نزول المطر و التحام صفوف القتال .
- أدع وقت سجودك في الدعاء ، فأقرب ما يكون العبد إلى ربه و هو ساجد ، و استغل أيضاً أعمالك الصالحة في الدعاء ، فالعمل الصالح شفيعاً لصاحبه عند الله عزوجل.
- الإلحاح في الدعاء ، فالله عزوجل يحب العبد اللحوح ، و التذلل و الدعاء بقلب خاضع لله عزوجل.
- و أخيراً : عند الدعاء ابدأ بحمدالله و الثناء عليه ، و أدعوه بأسمائه الحسنى ، و قم باختيار أفضل و أجمل المعاني التي تليق به جل و عَلا .