الإيمان بالله تعالى وحده خالقاً لنا هو مما يدخل الراحة النفسية إلى قلب الإنسان، حيث يعمل هذا الأمر على تحقيق الاطمئنان والراحة، لأنه يعلم أن هناك عيناً لا تنما ولا تغفل ترعاه دائماً وتصون مصالحه وتحميه بحمياتها، خصوصاً بعد يقين الإنسان بأن ما عند الله خير وأبقى لنا مما عندنا ومما هو زائف من الأشياء التي تحيط بنا. لهذا فالإيمان بوجود الله تعالى والاعتقاد بذلك وإظهار هذا الأمر على الشخصية والأخلاق والعبادات وفي الحياة اليومية يزيد من فرح الله تعالى بنا وبقربنا منه، لأن الله تعالى يحبنا أكثر ممت نحب نحي أنفسنا، ولهذا أنعم الله تعالى علينا نعماً كثيرة وهائلة لا تعد ولا تحصى، فلو بدأنا بعد هذه النعم فلن ننتهي ونحن أيضاً لا نعلم كل هذه النعم، ومن هنا فإن الله تعالى هو الأجدر والاحق بالعبدة وبالايمان به وبكل ما أمرنا وأخبرنا به.
ثبات الإيمان في القلب ليس بالأمر السهل، بل هو بحاجة إلى أكبر جهد ممكن، وحتى يثبت الإيمان في القلب يجب أن نخضع هذا الإيمان للاختبار، ويكون ذلك عن طريق افتراض أننا لا نعرف شيئاً عن أي إله أو عن أي ملة او عن أي دين، ثم نبحث في كافة الأديان والمعتقدات التي مرت على تاريخ البشرية وبعد النتهاء نقارن ما توصلنا إليه بما عندنا، عندها فقط سنعلم حقيقة أن الإيمان بالله تعالى هي أفضل الطرق وهي التي تبعث فينا الاطمئنان والراحة، وهذه ليست خطة جديدة بل هي الطريق التي سار الأنبياء والمرسلون عليها، فلقد أعمل كل رسول ونبي عقله، للوصول إلى الحقيقة، حقيقة وحدانية الله تعالى لا إله إلا هو، فمبدأ الشك الذي يفضي إلى بحث علمي دقيق هو الطريقة الأمثل لتثبيت الإيمان.
من الوسائل التي يثبت بها الإنسان إيمانه عن طريق دعاء الله تعالى والتوجه إليه وطلب التثبيت منه، كما أن الابتعاد عن المعاصي سواء الأخلاقية أوالمعاصي التي حرمها علينا الله – عز وجل – من شأنها أن تعمل على التقليل من النزعات التي تحيد بالإنسان عن طريق الحق والعدل والرحمة والإيمان، كما ويجب على الإنسان ان يكون دائم التأمل في مخلوقات الله تعالى سواء الموجودة خارج الأرض أم الموجودة عليها، لأن هذا التفكر يعمل على تثبيت الإبمان بالله تعالى فهو يذهل العقول التي ستعي تمام الوعي بأن الوحيد القادر على خلق وترتيب هذه المخلوقات بهذه الطريقة المحكمة هو فقط الله تعالى.
المقالات المتعلقة بكيف أثبت ايماني