السيدة فاطمة الزهراء هي بنت رسول الله الأعظم محمد -صلى الله عليه وسلم- وهي من سيدات نساء العالمين الأربعة إلى جانب كل من السيدة مريم العذراء، والسيدة خديجة بنت خويلد، والسيدة آسيا زوجة فرعون، وذلك لما ورد في فضلها من حديث أبيها أشرف الخلق -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (حَسْبُك مِنْ نساءِ العالَميَن أَرْبَع: مَرْيمَ وَآسيَة وَخَديجَة وَفاطِمَة).
هناك اختلاف واضح في تحديد الوقت الذي ولدت فيه، وهذا الاختلاف موجود بين المذاهب الإسلامية المختلفة، وكل مذهب من هذه المذاهب له قول خاص. أمّا نشأتها الكريمة فقد كانت مميزة جداً، ويمكن القول إنّها نشأت منذ نعومة أظفارها في أجواء النبوة والزهد والأخلاق الكريمة الفاضلة، وقد عانت من قريش كثيراً، خاصّةً أنها كانت دائماً حول أبيها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- تذب عنه، وتخفف من وطأة أذى قريش الذي لحق به، وتقدم له العون والمساعدة والمؤازرة، وقد كانت تتولى أمر تنظيف المنطقة المقابلة للبيت، ذلك لأنّ أبا لهب وامرأته كانا يلقيان القمامة يومياً أمام بيت الرسول –صلى الله عليه وسلم-.
عانت السيدة الجليلة فاطمة الزهراء أيضاً من حصار المسلمين وبني هاشم في الشعب المسمى بشعب أبي طالب على امتداد ثلاثة أعوام متتالية؛ إذ إنّ المشركين منعوا الطعام من الدخول إليهم، ومنعوا الجميع من التعامل معهم، فأرهق الهاشميون والمسلمون من هذا الحصار الشديد، إلى درجة اضطرّوا فيها إلى أكل أوراق الأشجار والجلود، ومن ثمّ تأثّرت صحة السيدة العظيمة فاطمة، وتأثرت صحة المحاصرين، وما أن انتهى الحصار في الشعب حتى فجعت بمصيبة أخرى وهي وفاة أمها السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، كما أنها فجعت بمصيبة أخرى وهي وفاة عم الرسول أبي طالب، فوجدت نفسها تتحمّل واجب مساندة النبي، وما زادها ذلك إلا إيماناً، وألقاً، وجمالاً، وروحانية، وبهاءً.
السيدة الزهراء هي زوجة الإمام علي بن أبي طالب، ووالدة الإمامين الحسن والحسين -عليهم السلام جميعاً-، وبهذا تكون قد جمعت المجد من كامل أطرافه، فهي من أهم آل البيت الكرام، وبنت الرسول، وسيدة نساء العالمين، وزوجة الإمام، ووالدة الأئمة، فأي شرف أعظم من ذلك!
توفيت السيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام- بعد وفاة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، فحسب الراجح، كانت وفاة السيّدة الزهراء بعد وفاة رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- بخمسة وتسعين يوماً، في العام الحادي عشر من الهجرة النبوية الشريفة، وقد دفنت -عليها السلام- في مقبرة البقيع في المدينة المنورة.
المقالات المتعلقة بأين قبر فاطمة الزهراء