الموت
إنّ الموت هو نهاية حياة الكائنات الحيّة بعد مرور وقت مُقدّر من الخالق عز وجل، ويعتبر موت الإنسان من المصائب التي تُصيب أهله وأقاربه وكلّ من عرفه، فيتسبّب موته في الشعور بالحزن الكبير والأسى والألم النفسيّ العميق، لذلك أوجب للميت العزاء لكي يأتي الناس إلى بيت أهل الميت ويقومون بأداء واجب التعزية، الذي من أهمّ فوائده كسب الأجر من الله تعالى، وخلق روح الأخوة بين المسلمين، وأخيراً كنوع من مواساة أهل الميت وتخفيف هول الواقعة عليهم، وذلك ما سنتطرق إليه في هذا المقال.
طرق مواساة أهل الميت
- التحدث مع أهل الميت بأسلوب دينيّ بحث، وتذكيرهم بأنّ حياة الدنيا فانية وأنّ الموت نهاية كلّ إنسان فلا يوجد أحد مُخلّد بها، كما يجب القول لهم أن الميت برحمة الله عز وجل، وهو بين يدي الخالق الرحمن الرحيم، وتبشيرهم بأجر وثواب الصابرين على المصائب وتشهد الآيات الكريمة بذلك كقول الله تعالى :" إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ".
- مساعدة أهل الميت بالقيام بواجبات بيت العزاء، كتقديم الماء والتمر وبعض أصناف الطعام، وترتيب المكان باستمرار، فهم بأمس الحاجة لمن يساعدهم فهم بحالة نفسية غير قادرة على التركيز وترتيب الأمور.
- الإكثار من ذكر محاسن الميت أمام أقاربه، فذلك يزيد من تهدئة نفوسهم وتخفيف الحزن عنهم، كما يجب قراءة القرآن والدعاء له بالمغفرة والرحمة.
- تحضير الطعام لهم وتقديمه بشكل جاهز فهم غير قادرين على تحضير أي نوع من الطعام لأنفسهم خاصة في الأيام الأولى من وقوع الحادثة.
- البقاء مع أهل الميت لفترات طويلة في اليوم، وخاصّة في الأيام الأولى، فذلك يجعلهم يشعرون بالمواساة وعدم التفكير بالميت بشكل مستمر.
أمور تجب مراعاتها عند التعزية
- الابتعاد عن البكاء بصوت عالي وهو ما يسمّى النواح، فذلك يزيد من سوء الوضع بالنسبة لأهل الميت، كما أنّه أمر لا يعبر عن الحزن وكانت نساء الجاهلية تستخدمه عند موت أحد الأفراد.
- الابتعاد عن الحديث بأمور الدنيا الماديّة والاجتماعيّة في بيت العزاء، والاكتفاء بقراءة القرآن والدعاء، والتكلّم في الأمور الدينيّة.
- الابتعاد عن البدع كإطلاق اللحى طوال فترة العزاء ومن ثم حلقها، أو أن تقوم النساء بضرب خدودهن فجميعها أمور نهى الرسول الكريم، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في البدع : "كلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النار"
- الإخبار عن الوفاة بطريقة مهذبة والابتعاد عن دق الأبواب والصراخ عند نعي الميت وذلك ما كان يتمّ في الجاهلية.