الراحة النفسية يمتلكُ بعض الأشخاص الكثيرَ من مقوّمات النجاح، مثل: القدرة على تحديد الأهداف، وتحديد الخطوات اللازمة لتحقيقها، وامتلاك الإمكانيّات البدنيّة أو الذهنيّة اللازمة لذلك، ومع هذا كلّه، يقف سوءُ المزاج والتوتّر النفسي عائقاً أمامهم، ليحول دون الوصول إلى مُرادهم، الأمر الذي يؤدّي في النتيجة إلى الفشل.
في المقابل، يتمتّع آخرون براحة نفسيّة عالية وإيجابية، تمكّنهم من خَلق القدرات اللّازمة لتحقيق مختلف الطموحات مهما بلغت صعوبتها. لهذا كلّه كانت الراحة النفسية واحدةً من أهمّ أسباب النجاح والتقدّم الفكريّ والعملي. سنعرضُ في هذا المقال بعض وسائل الراحة النفسيّة.
وسائل الراحة النفسية - غالباً ما يكون الماضي واحداً من الأسباب المؤدّية لانعدام الراحة النفسيّة؛ لهذا علينا أن نكون على يقين تام بأنّ الماضي قد انتهى بكلّ ما فيه، ولا مجال أبداً لاسترجاع الأيّام، أو المواقف أو الأشخاص، وأنّ الحزن والألم تجاهه لا يغيّر شيئاً منه، إنّما يبدّل الواقع السليم للأسوأ. وبالإمكان الاعتبارُ من الماضي والاستفادة منه كتجربة لتخطّي معيقات الحاضر ليسَ أكثر.
- التسامح مع النفس أولاً، ثمّ مع الآخرين، والتسامح لا يعني النسيان، فهذا يحتاج إلى وقت وربّما لن يحصل، إنّما التسامح هنا بمعنى التصالح والعفو وتجاوز الخطأ. فإذا كنّا مظلومين، كنّا على ثقة بأنّ الله سيعوّضنا الأفضل.
- المعرفة التامّة بقدراتنا وحدودنا في كلّ شيء، وذلك عن طريق كتابة بعض الأمور المتعلّقة بقدراتنا، سواء الإنسانيّة، أو المِهْنيّة، أو الماليّة أو الشخصيّة، وبهذا نتخلّص من الحزن على أشياء لا نملكُ ثمنها مثلاً، أو على أشياء يملكها آخرون ولا نملكها، ونتوقف كذلك عن اللجوء للعقاقير الضارّة التي توهم بإعادة الشباب بعد أن كبرنا في السنّ.
- تحديد ما ننتظره من البشر على قدر استطاعتهم، فالكثير من المتاعب النفسيّة تنتج عن انتظارنا أشياء معيّنة من آخرين ليس لهم قدرة على فعلها؛ فمن لم ينشأ على التضحية لن يضّحي من أجلنا، ومن كان غيوراً أو حاسداً لنا لن يفرح لفرحنا.
- تحديد دورنا في المجال الذي نتواجد فيه بناءً على قدراتنا التي حدّدناها وفقاً لما تمّ ذكره آنفاً، ومعنى هذا تحديد دورنا في تربية أطفالنا كآباء وأمّهات، أو تحديد دورنا في العمل كموظّفي أمن مثلاً.
- الابتعاد عن التصنّع والتجميل المبالغ فيه، فهذه الصفات تدعو الناس للتعامل معنا على الأساس الوهميّ الذي نُظهره، الأمر الذي من شأنه إنشاء علاقات اجتماعيّة فاشلة قائمة على الكذب، وفي المقابل، فإنّ العلاقات القائمة على الصدق والعفويّة، ستجعلُ حولَنا أصدقاء رائعين ولو كانوا قلّة؛ الأمر الذي يمكّننا من اللجوء إليهم عند الحاجة، ويجعلنا نصل في النتيجة إلى أعلى مراتب الراحة النفسيّة.
- البكاء كلّما شعرنا بالحاجة إلى ذلك، فهو ليس ضعفاً، ولا اعتراضاً على حكم الله، بل هو راحة نفسيّة، وإفراغ لكلّ المشاعر السلبيّة التي نحملها.
- الاعتذار عند الوقوع في الخطأ؛ فهذا سوف يخلّصنا من الندم، ويُشعرنا بالارتياح تجاه الآخرين وتجاه أنفسنا.