من منّا لا يُشاهد التلفاز، أو لا يملك هاتفاً نقالاً، أو حاسباً آلياً، من منّا ليس له صلةٌ بالشبكة العنكبوتيّة والبرامج الاجتماعيّة التي على هذه الشبكة، من منّا يجدُ صعوبةً في التحدّث مع شخص آخر في دولة أخرى، جميعنا يعرف هذه الوسائل، ويرتبط بها ارتباطاً شديداً، حيثُ إنّ الكثير يخشون زوال هذه الوسائل، أو نفاذها وانتهاء عمرها، فقد أصبحت الحياة والبقاء على وجه الأرض للبعض لا تكون إلّا بوجود هذه الوسائل التي توصل إليها الإنسان بعد جُهدٍ دام لقرون من الزمن.
ظهور وسائل الاتّصاللقد اعتمد التواصل بين البشر على المُقابلة المباشرة بين طرفين، فلم يكُن من الممكن أن يتواصل شخص مع الآخر دون أن يكون حاضراً بشكلٍ مُباشرٍ أمامه، ومع توسّع الإنسان البشري وحبّه للاستطلاع والاكتشاف والسيطرة والعيش على أجزاءٍ أكبر من البُقعة الصغيرة التي كان يعيش بها، زادت الحاجة في ابتكار طرقٍ جديدةٍ للتواصل مع غيره، فأخذ يستخدم النار ودخانها كوسيلةٍ للتواصل مع البعيدين بإشاراتٍ معينةٍ مُتفقٍ عليها، وبعدها قام الانسان باستغلال القدرات البدنية لبعض البشر وذلك لنقل الرسائل بين الناس، وبعدها تم تطوير الوسائل إلى أن وصلت إلى النقل المباشر للأخبار عن طريق شخص ينادي بما أوصي بالحديث عنه وينقل الأخبار في نشرة مباشرة للجمهور متنقلاً بينهم، وظهرت بعد ذلك فكرة الرواة والشعراء، إلى أن كبرت البقعة التي يحتلها الإنسان على الأرض وزادت حاجته لابتكار وسائل أكثر تطوراً وسهولةٍ تصل لجميع البشر خصوصاً مع تزايد عدد السكان، إلى أن وصلنا إلى وقتنا هذا.
أنواع وسائل الاتّصال الحديثةفي ظل التقدم العلمي والتقني والتكنولوجي الذي رافق الثورة المعلوماتية والعولمة في أواخر القرن المنصرم وأوائل القرن الحالي حتّى وقتنا الحاضر أصبح الاتّصال والتواصل أساساً لكافة مجالات الحياة على رأسها ميدان الأعمال ،والمنظّمات، والأسواق الدوليّة، والإقليميّة، والمحليّة حيث يمكن إتمام أي صفقة بين دولتين تفصل بينهم قارات وبحار خلال ثوانٍ معدودة ودون الحاجة لقطع تلك المسافات وتتمثّل هذه الوسائل فيما يلي:
المقالات المتعلقة بوسائل الاتصال الحديثة