قد يحتار البعض حول حُكم تأدية الصلاة في المسجد، فالبعض يتكاسل عن الذّهاب إلى المسجد لأنّه بعيد، أو لانشغالهم بأمورِ الدّنيا، ولكنهم لا يعلمون ما يفوتهم من الأجر والفضل العظيم لمثل هذه الصلوات، كما أنّ المسجد يعتبر بيتاً من بيوت الله، فيُنزِّل عز وجل ملائكته عليه لتحفّه وتجعل الطمأنينة والسلام والهدوء تحيط به من كل جانبٍ مما يضفي أجواءً إيمانيةً أكثر على الصلاة وتجعل المصلي أكثر خشوعاً، كما أنّ هذه المساجد لها فضلٌ عظيمٌ في حياة المسلمين فقد كانت قديماً معقل انطلاق المسلمين للجهاد ودورٌ للتعلّم.
حكم الصلاة في المسجدتعتبر الصلاة في المسجد واجبةً على الرّجال القادرين على تأديتها، قال تعالى في سورة النساء (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ){102}، ومن هنا يتضح أنّ الله تعالى لم يسقط الصلاة جماعةً عن الطائفة الثانية بعد أن أدتها الطائفة الأولى، فلو كانت سنةً لكان الأولى إسقاطها نظراً إلى أنّ المسلمين كانوا في حالة حرب، كما لو كان حكمها فرض كفايةٍ لسقطت عن الطائفة الثانية بفعل تأديتها من قِبل الطائفة الأولى.
روى أبو داود وأبو حاتم ابن حبان في صحيحه عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: (من سمع النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر) قالوا : وما العذر ؟ قال: (خوفٌ أو مرضٌ، لم تقبل منه الصلاة التي صلاها). وقد وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلّم- من يتأخر عن صلاة الجماعة أنه في دائرة المنافقين، لكنْ بالنسبة للمرأة فهو أمرٌ مختلف فلم ينهَ الرّسول - صلى الله عليه وسلّم - النّساء عن الخروج لتأدية الصلاة في المساجد وأمر المسلمين بأن لا يمنعوهنَّ من ذلك، ولكنّه وضّح أنَّ صلاتهنّ في بيتهنّ أفضل.
فضل تأدية الصلاة في المسجدالمقالات المتعلقة بهل الصلاة في المسجد واجبة