حق الله وحق رسوله لا يدرك المسلم حسن العاقبة والمآل في الآخرة بدون أن يعرف حقّ الله وحقّ رسوله في الحياة الدّنيا، فحقّ الله سبحانه وتعالى هو حقّ تفرضه السّنن الكونيّة فالله سبحانه هو الذي خلق العباد وكرّمهم وفضّلهم على كثيرٍ من خلقه، ولولا إرادته سبحانه ومشيئته لما كان وجود الخلق، وحقّ رسوله محمّد عليه الصّلاة والسّلام يستلزمه الإيمان الحقّ بالله تعالى الذي يفترض على المسلم أن يؤدّي حقّ النّبي حتّى يكتمل إيمانه ويحقّق رضا ربّه سبحانه.
حقّ الله تعالى لا شكّ أنّ حقوق الله سبحانه وتعالى كثيرة تتبدّى في مظاهر كثيرة من مظاهر حياة المسلم، ومن حقوق الله على العباد نذكر:
- الإيمان بالله تعالى وتوحيده توحيداً خالصاً من الشّرك الظّاهر أو الخفي، فمن حقوق الله على عباده أن يؤمنوا به إيماناً صادقاً لا شكّ فيه، وأن يوحّدوه توحيد الرّبوبيّة حيث يؤمن المسلم أن لا رازق ولا مدبّر ولا خالق إلاّ الله، وتوحيد الألوهيّة الذي يشتمل على توحيد الله من خلال أفعال العباد من صلاةٍ ونسك وتوجّه وقصد، ورجاء، ودعاء، وخوف، وتوحيد الصّفات حيث يؤمن المسلم بصفات الله تعالى التي أثبتها لنفسه سبحانه وينفيها عن غيره من الأنداد والمخلوقات.
- الشّكر لله، فمن حقّ الله على عباده أن يقابلوا نعمه الكثيرة على خلقه بالشّكر والحمد حتّى تدوم تلك النّعم وتستمر، وحتّى يكتب المسلم في الصّالحين المتّقين من عباد الله.
- طاعة الله، فالمسلم يدرك أنّ من حقوق الله على العباد أن يطيعوه في كلّ ما أمر به وينتهوا عن كلّ ما نهى عنه، فقد أنزل الله سبحانه وتعالى على رسله الشّرائع وبيّن لعباده الطّريق القويم الذي لا لبس فيه والذي يضمن لهم إذا ما استقاموا عليه السّعادة في الدّنيا والآخرة.
حقّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أمّا حقوق الرّسول عليه الصّلاة والسّلام على العباد فنذكر منها:
- الإيمان برسالته والتّصديق به وبكلّ ما أتى به، فالعبد الصّادق في عقيدته يؤمن بالنّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام وأنّه خاتم النّبيّين الذي لا نبي بعده، ويؤمن برسالة الإسلام التي أتى بها من وحي ربّ العزّة وأنّها خاتمة الرّسالات والشّرائع السّماويّة.
- طاعة الرّسول، فطاعة الله تعالى تستلزم طاعة رسوله، ذلك أنّ ما أمر به النّبي عليه الصّلاة والسّلام ونهى عنه هو من وحي الله تعالى وأمره.
- الحرص على الاقتداء به واتّباع سنته، فمن حقّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أن يقتدى به وبسيرته العطرة المليئة بالقيم والأخلاق النّبيلة.