تُعتبر شبكة الإنترنت من أبرز ما أنتجته الثورة التكنولوجيّة الهائلة، إذ تُعدّ من أعظم الاختراعات في العصر الحديث، والتي سهّلت حياة ملايين البشر، وجعلت من العالم قريةً صغيرةً، وأزالت المسافات والحواجز بين الدول، وجعلت التواصل بين الناس بمثابة الضغط على زر اتصالٍ صغيرٍ، دون الحاجة إلى الانتظار لأيامٍ وأسابيع وربما شهور.
جعلت شبكة الإنترنت من العالم كتاباً مفتوحاً، حيث أصبحت المعلومات في متناول الجميع، وأصبحت الكتب تُنشر إلكترونياً دون الحاجة لشراء النسخة الورقية، وتكبُّد عناء جلبها ودفع الكثير من النقود، كما أتاحت شبكة الإنترنت لطلبة العلم الدارسين وللعلماء والأدباء وغيرهم الاطلاع على جميع الأبحاث والتقارير والمعلومات التي يبحثون عنها، دون العودة إلى الفهارس الكبيرة التي كانت تستهلك الكثير من الوقت والجهد للحصول عليها.
من أعظم ما قدّمته شبكة الإنترنت قدرة المرضى على استشارة الأطباء عن بُعد، عن طريق إجراء اتصالاتٍ بين الأطباء في مختلف مشافي العالم، مما منح أملاً جديداً في الشفاء للعديد من الأمراض المستعصية، كما وفّرت شبكة الإنترنت القدرة على الحصول على جميع الاستشارات من المتخصصين وذوي الخبرة.
بالإضافة إلى الفائدة التعليميّة والطبيّة العظيمة لشبكة الإنترنت، فقد منحت أيضاً مساحةً إضافيةً من الترفيه عن النفس، ومتابعة الأخبار، وسماع الأغنيات، وحضور الأفلام والمسرحيات والمسلسلات، مما جعل جميع وسائل الراحة والترفيه متوفرةً في شبكة الإنترنت، هذه الشبكة العظيمة التي أثمرت بسرعة، وأثبتت أن العلم وحده قادر على بناء الأمجاد التي تليق بحياةٍ جميلةٍ ورائعةٍ، خصوصاً أن الإنترنت أتاح وسائل التواصل الاجتماعي، التي جمعت بين جميع سكان العالم، ووفر البريد الإلكتروني، الذي يتميز بأنه أسهل وأسرع وأوفر للوقت والجهد، مقارنةً بالبريد العادي الذي كان يأخذ وقتاً طويلاً للوصول.
على الرغم من الفوائد التي لا يمكن حصرها لشبكة الإنترنت إلا أنها تحمل العديد من السلبيّات، أولها أنها قتلت تلك الخصوصية التي يتمتع بها الأفراد، خصوصاً بوجود شبكات التواصل الاجتماعي التي تعتمد بوجودها على شبكة الإنترنت، إذ أصبح موقع الشخص وظروف حياته من الأشياء المتاحة معظم الوقت، حتى وإن حاول إخفاءها عن الآخرين، يستطيع بعض الناس اختراق عزلته وخصوصيته، وهذا كله بسبب التطور الهائل لشبكة الإنترنت، الذي سهل التواصل بكافة أشكاله بين الأفراد في جميع أنحاء العالم.
أصبحت شبكة الإنترنت في الوقت الحاضر أساس ممارسة معظم النشاطات والأعمال، بدءاً من استخدامها للأغراض العسكرية، ومطاردة الخلايا الإرهابية، إلى جانب الأغراض العلمية والأدبية والترفيهية، وحتى التسويق الإلكتروني للبضائع، مما يعني أن شبكة الإنترنت أصبحت أسلوب حياة، وليست مجرد خيار، مع ضرورة الحرص على ضبط كيفية استخدامها، والتحذير من المواقع الإلكترونية التي تُفسد الشباب والمجتمعات، وتثير الكراهية والنعرات بين الدول والشعوب، حتى تنحسر مساوؤها إلى أقل قدرٍ ممكن.
المقالات المتعلقة بموضوع تعبير عن شبكة الإنترنت
