من أول من صام

من أول من صام

الصيام

الصيام هو من العبادات التي فرضها الإسلام، ومن أركانه الخمس التي لا يكتمل الدين الإسلامي إلا بها. فرضيّة الصيام تعني الامتناع عن الطعام والشراب والجماع بين المتزوجين؛ أي حفظ الفرج والجوف منذ طلوع الشمس وحتى غروبها، ويُحدّد وقت الصيام منذ آذان الفجر ووقت الإفطار عند آذان المغرب.

تتمّ فريضة الصيام في وقت واحد في السنة وبمدّة شهر، وهو شهر رمضان؛ أي إنّ عدد أيام الصيام مُقدّر بثلاثين أو تسعة وعشرين يوماً، قال عز وجل:( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، صدق الله العظيم.

الحكمة الإلهية من صيام شهر رمضان
  • الصوم هو أداة ووسيلة لتدريب النفس، وتقوية إرادتها، وتعزيز عزيمتها، وتهذيب سلوك الإنسان وتحسينه، ومقاومة الغرائز الإنسانيّة وتحدّيها بحزم.
  • فَرَض الله عز وجل الصوم لتعويد الإنسان المسلم على الابتعاد عن المعاصي والذنوب، واستبدالها بالطاعات والقيام، ومحاربة الروتين والعادات اليومية المألوفة.
  • وسيلة للتقرّب من الله عزّ وجل؛ فهناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الّتي وضّحت مدى أهمية شهر رمضان وأجر الصيام وثوابه يوم الحساب.
  • الأمَم السابقة كانت أعمارهم طويلة وتتعدّى خمسمئة سنة، وكانوا يقضونها بعبادة الله عزّ وجل، بينما في العصور الحديثة لا يتجاوز متوسّط عمر الإنسان سبعين عاماً، لذلك شرع الله الصيام وشهر رمضان، وفيه يتضاعف العمل والحسنات، للحصول على أجر ومقام حسن بالأعمار القصيرة.
  • ليلة القدر؛ فليلة القدر هي الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم كاملاً على النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهي ليلة مجهولة ولم يتمّ ذكر وقتها صراحة، ولكن تحدّد بآخر عشرة أيام من شهر رمضان، وليلة القدر خيرٌ من ألف شهر، ويُقدم الله عز وجل فيها فرصةً لغفر الذنوب والفوز بالجنّة.

متى فرض الصيام ومن أول من صام

فُرض الصيام منذ بداية البشرية؛ أي مُنذ خلق سيّدنا آدم عليه السلام؛ فالصّيام مفروض منذ العصور القديمة، وهذا ما وضّحه الله عز وجل في آياته؛ حيث إنّ الصيام كُتب على المسلمين كما كُتب على الأمم قبلهم، ولكن باختلاف ماهية وطريقة الصيام، ففي الإسلام فُرض الصيام في المدنية المنوّرة، وبعد الهجرة النبوية الشريفة بسنتين، وتحديداً في شهر شعبان، فصام الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن آمن معه.

المقالات المتعلقة بمن أول من صام