مفهوم القيمة القيمة تعتبر الميزة أو الخاصيّة التي بتوافرها تعطي قيمةً للشيء وتجعله مرغوباً فيه، أو أنّ هذا ما يجب أن يكون الحال عليه، أما أحكام القيم هي التي تمدّ الأفراد بالاستحسان الناتج عن تلك القيم الحسنة التي سيتصفون بها نتيجة تلك الأحكام.
تدعو الفلسفةُ إلى عددٍ من القيم في إطار اهتماماتها بالإنسان وجوهره، وتعتبر تلك القيم معنويّة روحيّة تثير نزعة حب التميّز والكمال الأخلاقي في النفس، حيث إن تلك القيم تسمو في نفس الإنسان إلى عالم الجمال والخير والحق، ومن بين تلك القيم التي تدعو إليها الفلسفة الكرامة والتسامح.
القيمة تعني قناعة الإنسان وإيمانه بالأهداف المشروعة أو المقدسة التي تعطيه معايير إطلاق الحكم على الأفعال والأشياء سواء بحسنٍ أو قبح، أو عن طريق الأمر أو النهي.
محددات القيمة
- تعتبر القيمة شبيهة بالمعتقدات الأخرى لأنها تقتضي الشرعيّة والإيمان، لكنها في الوقت ذاته تختلف عن غيرها من المعتقدات كونها حقلاً خاصاً من عددٍ من المعتقدات.
- تعتبر القيم غايات وأهدافاً تعمل على تحفيز الإنسان ودفعه واستثارته باتجاهها، وهي تشترك من هذه الناحية مع عددٍ من المفردات ولو بشكلٍ جزئي، كالدافع الذي يدفع الإنسان نحو وجهةٍ معينة لتحقيق أهدافه، والحاجة لأنها هي التي تخلق هذا الهدف، والاهتمام لأنّ محور اهتمام الإنسان هي أهدافه...ألخ.
- تعتبر القيمة بالنسبةِ للإنسان إما مقدسة أو مشروعة، أما الغاية المقدسة فهي التي تعبر عن عقل الإنسان المتطلع إلى عالم الروحانيّة والغيب، وضميره الممتلئ بالفضيلة وحب الخير، وأسمى مساعيه هي عبادة الله.
فيما يتعلّق بغاية الإنسان المشروعة، فهي عبارة عن حاجاته الماديّة التي تنافي روحانيّة الغاية المقدسة كالشهوة الإنسانيّة، وهنا تماثل القيمة الدافع لأنها تأتي بشكلٍ أعمّ من المشروع والمقدّس، وقد يكون هذا الدافع غير مشروع - كالدافع الذي يؤدي إلى ارتكاب الجرائم – حيث إنّ الدافع هنا أعلى من القيمة، ولا يمكن أن يطلق عليه بأي حالٍ من الأحوال قيمة.
- تعطينا القيمة مقاييس ومعايير وموازين، وعدداً من التعابير المختلفة لكن هدفها واحد، ومن خلال تلك التعابير يمكن اكتشاف ما هو آتٍ:
- اختيار أقرب التعابير والوسائل إلى الهدف.
- اختيار الأفضل والأمثل من بين تلك البدائل المتاحة لتحقيق الهدف.
- إطلاق الحكم على الأمور عن طريق معرفة أيها الأفضل أو الأجمل.
- إطلاق الحكم على الأفعال.
- إعطاء صفة الوجوب والإلزام في حياة الفرد، حيث إنّ الفضيلة تعتبر قيمة يجب التحلي بها، أما العدالة فهي قيمة لازمة على الأفراد، والإحسان يعتبر قيمة يجب ممارستها.
- تفيض من عقل الإنسان القيمة المقدسة، والعقل هو واحد عند كافة البشر، وبالتالي هم يشتركون ويتواصلون به ومن خلاله؛ لأنه قاعدتهم المشتركة الذي يحميهم من اعتداء بعضهم على بعض.
- القيم المشروعة مختلفة من فردٍ لآخر، لأنها تتعلق بحاجة الفرد الماديّة، فهي بهذا لا تكتسب صفة الشرعيّة ولا يمكن أن تعتبر خيراً من وجهة النظر الدينيّة باستثناء خضوعها لعددٍ من القيم والمعايير المقدسة.