مفهوم حقوق الإنسان عالمياً

تعرّف حقوق الإنسان على أنها المبادئ أو المعايير الأخلاقيّة أو الاجتماعيّة التي تصف نماذج للسلوكيّات البشريّة تُفهم بشكلٍ عام على أنّها حقوقٌ أساسيّة من غير الجائز المسّ بها، أي بمعنى آخر هي حقوق يستحقّها كل شخص لمجرّد كونه إنساناً سواء كان ذكراً أم أنثى، وهي ملازمةٌ له بغضّ النظر عن هويته أو لغته أو دينه أو أصله العرقي أو انتمائه أو جنسه، وتُعتبر هذه حقوقٌ منظّمة قانونيّة ضمن إطار عدد من القوانين المحليّة والدوليّة.

تُطبق تلك القوانين المسؤولة عن حقوق الإنسان في كلّ مكان بشكلٍ كلّي ومتساوٍ بين كل الناس، وهي تتطلّب لتطبيقها التماهي وسيادة القانون الذي يفرض على الأفرد احترام حقوق الإنسان.

لا يوجد تعريف مُحدّد لمفهوم حقوق الإنسان، لكن هناك تعريفات مُتعدّدة تختلف في مفهومها ومضمونها من مجتمعٍ لآخر ومن ثقافةٍ لأخرى، لأنّ هذا المفهوم يرتبط بالتصوّر الذي يجسد الإنسان. يُعرّف رينيه كاسان -أحد واضعي بنود وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان- حقوق الإنسان على أنها فرعٌ خاص من فروع علم الاجتماع مختصّ بدراسة العلاقات بين الناس، بالاستناد إلى كرامة الإنسان، وتحديد حقوقه، والرخص اللازمة لازدهار شخصيّة كل فرد. يرى آخرون بأنّ حقوق الإنسان تُمثّل رزمةً منطقيّة متضاربة من الحقوق الإنسانيّة والحقوق المدعاة.

كارل فاساك عرّف حقوق الإنسان على أنها علمٌ يهمّ كل فرد، لا سيّما الإنسان العامل الذي يعيش ضمن إطار حدود دولةٍ معينة، فإن لم يكن هذا الإنسان ضحيّة حرب أو متّهماً بخرق القانون، فيجب هنا أن يستفيد من حماية القوانين الوطنيّة والدوليّة له، وأن تكون تلك الحقوق التي يحصل عليها ولا سيّما حقه في المساواة متوافقة مع ضرورات المحافظة على النظام العام.

أمّا الفرنسي إيف ماديو فإنّه يرى بأنّ حقوق الإنسان هي دراسة للحقوق الشخصيّة المُعترف بها وطنيّاً ودوليّاً، والتي من شأنها أن تضمن الجمع بين التأكيد للكرامة الإنسانيّة وحمايتها من جانب، والمُحافظة على النّظام من جانبٍ آخر ضمن نطاق حضارة معينة. الفقيه الهنغاري أيمرزابو أوضح بأنّ حقوق الإنسان تُشكّل مزيجاً من القوانين الدستوريّة والدوليّة، ومهمّتها الدفاع الدفاع بشكل مباشر ومنظم وقانوني عن حقوق الفرد الإنساني ضد انحرافات السلطة، وأن تنمو تلك الحقوق بشكلٍ متوازن مع الشروط الإنسانيّة للحياة، ضمن نطاق التنمية متعدّدة الأبعاد للشخصيّة الإنسانيّة.

يُعطي محمد عبد الملك متوكّل تَعريفاً واسعاً وشاملاً لمفهوم حقوق الإنسان التي يعرّفها على أنّها مجموعةٌ من الحقوق والمطالب واجبة الوفاء لكافة البشر دون أي تمييزٍ بينهم، وعرّف رضوان زيدان مفهوم حقوق الإنسان؛ حيث قال بأنّها الحقوق التي تكفل للفرد البشري والتي ترتبط بطبيعته، كحقه في الحياة والمساواةِ وغيرها من الحقوق التي تتعلّق بذات الطبيعة الإنسانيّة التي ذكرتها الإعلانات والمواثيق العالميّة.