إنّ الفن هو وسيلة يُعبّر الإنسان من خلالها بوعيٍ عن حاجاته ورغباته؛ فهو بمثابة تصوّر للعالم، وإثبات للهوية ووسيلة للحفاظ عليها، وتُشكّل الفنون ميادين واسعة، للتعبيرعن الطاقات الكامنة، والرغبات، والانفعالات، والأحاسيس، فكُلّ عمل فنّي يتخذ موضوعاً ما، يحمل أبعاداً دلالية ورؤى تعبيرية، وقد يمزج بين الواقع والخيال، ويستطيع الجمهور فهمه أو البحث من أجل تحليله، وكون الفنون لا تبقى حبيسة مكان صنعها أو لصيقةً بصاحبها، فهي بذلك تَخْلِقُ مجالاً للتواصل بين الفنان والناس، وهذه العلاقة التفاعلية ينتج عنها تطوير الحالة الثقافية والفنية والرُقيّ بالمجتمعات على مختلف الأصعدة.
مفهوم الفنونالفن هو شكلٌ من أشكال الثقافة الإنسانيّة، ووسيلةٌ من وسائل التعبيرعن جوهر الإنسان، وجوهر رغباته المكنونة، وصراعاته الداخلية، وتتسم هذه الوسيلة بالرُقيّ، وتُعرّف الفنون أيضاً على أنّها الإبداع المتحرر من أي قيود، وتبدأ بموهبة يخلقها الله عزّ وجل مع الشخص مُنذ صغره، وتتفاوت من فرد لآخر، وكل شخص يعمل على تطويرها وإخراجها إلى الملأ بأسلوبه، وحين يتميّز صاحب الموهبة بقدرته الإبداعية الخلاّقة نسميه فناناً حسب مجاله، ومن هنا فإنّ الفنون في تعريف آخر هي: مجموعة المهارات المستخدمة لإنتاج أشياء ذات قيمة جمالية، وبهذا يشمل الفن؛ الموهبة، والمهارة، والخبرة، والإبداع، والحدس والمحاكاة، وتتيح الفنون للإنسان التعبيرعن ذاته أو مُحيطه بأسلوب بصري، أو صوتي، أو حركي، ويعتبر بعض أهل الثقافة والعلم، أنّ الفنون ضرورة حياتيّة للإنسان، لا تقلّ أهميّة عن الماء والطعام.
أنواع الفنونكانت الفنون قديماً تُقسم إلى سبعة أقسام، أما حديثاً فتُقسّم إلى ثلاثة أقسام شاملة وهي:
هو الشخص المبدع، والمُتَمَكِّن من أدواته الفنيّة، والذي يملك الوعي، والقدرة على تسخير كلّ إمكانياته الفنيّة لخدمة المجتمع والإنسانية، وهو الذي يترجم الواقع بصدق، وشفافية عالية، وغالباً ما تكون رسالة الفنان سامية يُحرّكها الخير والحق، ويزيّنها الجمال، وترمي إلى تحسين الواقع وتغييره للأفضل.
المقالات المتعلقة بمفهوم الفنون