يُقصد بالتطوُّع هو أي جهد جسدي أو مالي أو عيني أو فكري يبذله الإنسان لإنسان آخر أو لمجموعة من الناس، بدون أيّ مُقابل، وبلا أية ضغوط ودون إكراه من أحد، وتوجد في مجتمعاتنا العديد من المُؤسسات التي تُعني بالعمل التطوُّعي وتشجيع الشباب على القيام بدورهم في هذا المجال، حتى يستطيعوا فهم أهمية مثل هذا العمل لهم ولغيرهم من الناس، ومن الأمثلة على العمل التطوُّعي زرع الأشجار في الحدائق العامة، أو تقديم المساعدات العينية للأُسر المحتاجة وغيرها الكثير من الأمثلة التي لا يسعنا ذكرها هُنا.
تاريخ التطوع عند الغربيعتبر مصطلح التطوع في اللغة الإنجليزية "volunteering" مصطلحاً جديداً إلى حد ما، فقد سُجل لأول مرة في عام 1755م، وتمت تسمية هذا الفعل على اسم "فولنتير" وهو شخص كان يقدم خدمات عسكرية، وهكذا ارتبط مفهوم التطوع في بداياته بالخدمات العسكرية. في القرن التاسع عشر وأثناء الحرب الأهلية الأمريكية تطوعت النساء لخياطة جراح الجنود.
في عام 1881م تأسست جمعية الصليب الأحمر الأمريكي وقامت بعمليات إغاثة ضحايا الكوارث، وفي القرنين العشرين والواحد والعشرين تأسست العديد من المؤسسات التطوعية في الغرب، وبدأ يتوسع مفهوم التطوع ليشمل جوانب أخرى غير الجوانب العسكرية، منها التطوع في دور الأيتام والمسنين، ومساعدة المحتاجين.
العمل التطوعي من منظور إسلاميأما في الإسلام فإن التطوع والعمل الخيري موجود منذ بدء الإسلام، فمساعدة الآخرين والتضامن معهم والشعور بحاجتهم وقضائها هو مبدأ إسلامي أساسي تقوم عليه المجتمعات الإسلامية وعليه تُبنى.
قال الله تعالى : ٍ{وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا} (المزمل: 20)، فالتطوع عمل فاضل وعبادة يؤجر عليها المسلم، وينال بها رضا الله، فقد عدَّ الله العمل التطوعي الذي يقدمه المسلم لأخيه المسلم عملاً يقدمه المسلم لربه تعالى.
أهمية التطوعإن الآثار الجانبية للتطوع وفوائده تكاد لا تحصر، وأهمية التطوع تنقسم إلى قسمين:
مهما كان دافع الإنسان للتطوُّع، فإن المتطوعين حتماً يجمعهم حب الخير والإيثار والتراحم بين البشر، وبذلك يُشكِّلون بيئة أنسب للعيش البشري.
المقالات المتعلقة بمفهوم العمل التطوعي