تعتبر الثقافة من العوامل المهمة في تصنيف المجتمعات والأمم، وتميزها عن بعضها، وذلك من خلال النظر إلى مضامين الثقافة من حيث خصائصها ودلالاتها ذات الأبعاد الفرديّة، والإنسانيّة، والاجتماعيّة، لذلك كثُرت تعريفات مفهوم الثقافة؛ فمنها ما تناول الجانب المعنوي أو الجانب الموضوعي، ومنها ما تناول الجانبين معاً باعتبار أنّ الثقافة تُمثل وبشكل عام سيرورة المجتمع الإنساني وإبداعاته العلميّة والفكريّة.
يعتبر تعريف إدوارد تايلور أقدم تعريفات الثقافة وأكثرها شيوعاً، حيث عرّف الثقافة بأنّها: كلّ مركّب يتضمن المعرفة، والأخلاق، والفن، والعقائد والقانون، والعادات، والتقاليد وغيرها من القدرات المكتسبة لدى الإنسان لأنّه عضو من أعضاء المجتمع.
عرّف بيرسيد عالم الاجتماع الثقافة بأنّها: كلّ مركّب يتكوّن من كلّ ما يفكر به الإنسان، أويعمله أويمتلكه كعضو من أعضاء المجتمع.
يرى جيمس سبرادلي ضمن هذا التعريف أنّ ثقافة المجتمع تتألف من كلّ ما يجب على الإنسان أن يعتقده أو يعرفه، بحيث يكون بطريقة يتقبلها أعضاء المجتمع، فنستنتج إنّ الثقافة ليست ظاهرة ماديّة فقط، أي لا تتألف من الناس، أو الأشياء، أو الانفعالات، أو السلوكيات، بل هي تنظيم لكلّ هذه الأمور في شخصيّة الإنسان.
أما أحدث تعريف للثقافة فهو ما اتفق عليه في إعلان مكسيكو بتاريخ 6 آب 1982 ميلادي، والذي نص على أنّ الثقافة بمفهومها الشامل والواسع على أنّها: (جميع السمات الروحيّة، والماديّة، والعاطفيّة التي تميّز مجتمعاً بعينه، أو فئة اجتماعية بعينها. وهي تشمل: الفنون، والآداب، وطرائق الحياة، كما تشمل الحقوق الأساسيّة للإنسان، ونظم القيم والمعتقدات والتقاليد).
خصائص الثقافةتعتبر اللغة هي أول مصدر من مصادر الثقافة؛ لأنّ أغلب الشعوب في العالم كانت تعتمد على لغتها في نقل ونشر ثقافتها إلى الشّعوبِ الأُخرى.
الفكر الإنسانيّهو عبارة عن جميع المعارف التي شكلّت الثّقافة، وساهمت أيضاً في تميُّز المجتمعات عن بعضها؛ لأنّ كل شعب يحرص على بناء فكر ثقافيّ يخصه.
المقالات المتعلقة بمفهوم الثقافة وخصائصها