يُعتبر مفهوم التّربية الوطنيّة من المفاهيم المُتَشعّبة والواسعة في مَضمونها، وتوجد العديد من المحاولات لتحديد مفهومه؛ فهناك من يربطها بالعلوم السّياسيّة، وآخرون يربطونها بقضايا اجتماعيّة واقتصاديّة، ويُركّز البعضُ على محدّدات علاقة المواطن ببيئته أو موطنه؛ فالتربية الوطنيّة هي إطارٌ تربويٌّ يهتمّ بمساعدة الشّباب النّاشئين؛ من أجل اكتساب المهارات، والمفاهيم، والاتّجاهات الضّرورية للحياة الفعّالة في المجتمع، وتنمية الإحساس والشّعور لدى الأفراد بحبّ مجتمعهم والانتماء والولاء له، وتُعرف التربية الوطنية بأنّها وَسيلةٌ تربويّةٌ وتعليميةٌ تستخدمها المؤسسات التّعليميّة؛ بهدف تحفيز وتَعزيز الانتماء والولاء للوطن.
أهداف التربية الوطنيةتلعب التّربية الوطنيّة دوراً فعّالاً وكبيراً في إعداد الشّباب والأجيال النّاشئة في المدارس والجامعات، بما يتفق مع حاجات المجتمع، ومبادئه وقِيَمه التي يسير عليها، كما أنّها وسيلةٌ ذات فعاليةٍ في حلِّ ومعالجة المشاكل التي يعاني منها المجتمع، والتغلب على التحـدّيات التي تواجهه، وحتى يكون منهج التّربية الوطنيّة ناجحاً، ويستطيع تحقيق الأهداف المرجوّة منه؛ يجب مراعاة الأسس الاجتماعيّة، والنّفسيّة، والمعرفيّة عند عملية تخطيط وتصميم وتنفيذ منهاج التّربية الوطنيّة.
على الرّغم من أهميّـة هذه الأسس في عمليّة بناء منهج التّربية الوطنيّة، ونجاح مهمّته، وتحقيق أهدافه، إلا أنّ الأساس الاجتماعيَّ يُعدُّ أقوى أسس المنهج المدرسيّ، من حيث تأثيره في تخطيط المنهج؛ وذلك بالنّظر إلى ظروف كلِّ مجتمع، وخصوصيّاتِه، وقيمِه، وعاداتِه، وتقاليدِه، وطموحاتِه، ومشاكلِه االمختلفة عن ظروف أيِّ مجتمع آخر وخصوصياتِه.
المقالات المتعلقة بمفهوم التربية الوطنية