ما هو اليربوع

اليربوع؛ أو الجربوع كما يُسمَّى في منطقة الخليج العربي، هو حيوان صغير نسبياً من فئة القوارض، يعيش في المناطق الصحراوية ذات الحرارة المرتفعة، ولذلك فهو دائماً ما يكون نشاطه في فترات الليل؛ حيث تكون الحرارة أقل من نظيراتها في ساعات النهار. وما يميِّزه هو أنه لا يشرب الماء في حياته، بل يمتصه من جذور النباتات، حيث أنه يعيش في أنفاق تحت الأرض، يتراوح عمقها بين 75 سنتيمتراً لتخزين الغذاء؛ ومتران ونصف المتر لتكون ملاذاً له في البيات الصيفي عند اشتداد درجات الحرارة. يبلغ طولها في المتوسط ما بين خمسة إلى ثلاثة عشر سنتيمتراً، ويصل طول ذيله إلى 18 سنتيمتراً على الأكثر؛ يستخدمه للتوازن أثناء القفز ولتغيير اتجاه حركته، ولا يزيد وزنه عن 70 جراماً في العادة. لونه بلون تربة الصحراء، وذاك للتمويه على الأعداء، حيث أن خاصية التخفِّي من ميكانيكيات الدفاع عند الحيوانات الصغيرة الحجم والضعيفة. وهو في الشكل كثير الشبه بالفأر، ولكنه أطول منه وذيله أطول من ذيل الفأر، قوائمه الأمامية قصيرة والخلفية طويلة؛ مما يُعطيه خاصية القفز مثل الكنغر.

يعيش الجربوع أو اليربوع ما بين ثلاثة وخمسة سنوات، يقضيها بعد سنِّ البلوغ مع أنثى واحدة، فهو من الحيوانات التي لا تتزاوج إلا مع فردٍ واحد طول حياته، ويكون سن البلوغ عند اليربوع بعد 85 يوماً من ولادته، ومدة حمل الأنثى حوالي خمسة وعشرون يوماً؛ تضع بعدهم الأنثى أربعة أو خمسة صِغار. ويبقوا مغمضين أعينهم لمدة خمسة أسابيع. وتلدُ الأنثى مرتين أو ثلاث مرات في السنة، واليرابيع الصِّغار يغادرون الحجر أو النفق بعد سنِّ البلوغ ولا يعودون له أبداً، بل يبدؤون هم بحفر أنفاقهم وبدء حياتهم الخاصة إذا صحَّ التعبير. اليربوع من الحيوانات الاجتماعية، فهو لا يعيش لوحده بل مع جماعته، وهذه من المعلومات المهمة جداً لِمن يرغب في تربية اليربوع، فهو لا يقوى على الحياة بمفرده، بل يجب أن يكون معه بني جنسه ليُحِسَّ بالألفة.

يتميَّز اليربوع بقدرته على حفظ الماء داخل جسمه وتخزينه مثل بقية الحيوانات الصحراوية، حيوان اجتماعي مُخلص في علاقته للطرف الآخر، وما يثير الدهشة هو معرفة أنّه حيوانٌ نادِراً ما يمرض، ونظراً لطول أُذُنيه؛ فإن حاسة السمع عنده قوية جداً، ويستجيب للأصوات الحادة، كما أنّ حاسة الشم عنده قوية كذلك، بينما بصره ليس قوياً؛ نظراً لأنّه يقضي معظم أوقات النهار في جُحره. طول قائمتيه الخلفيتين اللتان تساعدانه على القفز؛ هما ما يجعلا من حركته سريعة لتفادي الأعداء والهرب منهم.

اليربوع من الحيوانات التي اختلف العلماء على تحليل أكلها، ولكن ذّهّبّ جمهور العلماء إلى تحليل اكله، ولم يُحرِّمه سوى مذهب الحنفية في "درر الحكام، شرح غرر الأحكام"، أمّا ما عدا ذلك من المذاهب فقد ذهبوا إلى جواز أكل لحمه.