المملكة العربيّة السعوديّة هي دولة تقع في منطقة شبه الجزيرة العربيّة وتحديداً في القسم الجنوبيّ الغربيّ من قارّة آسيا، وتُصنّف بأنّها ثالث أكبر دولة في آسيا بعد كلّ من الصّين والهند. تُشاركها في حدودها الجغرافيّة كلّ من الأردن، والعراق، والكويت، وقطر، والإمارات، وعُمان، واليمن، كما توجد بالقرب من البحر الأحمر؛ لذلك تُعتَبر المساحة الجغرافيّة للسعوديّة الأكثر امتداداً على غالبيّة الحدود الإقليميّة والسياسيّة ضمن شبه الجزيرة العربيّة.[١]
عاصمة المملكة العربيّة السعوديّةتُعتَبر مدينة الرّياض هي العاصمة الوطنيّة للمملكة العربيّة السعوديّة، أمّا اسمها فهو مُشتّق من جمع كلمة روضة؛ وذلك بسبب منطقتها الطبيعيّة التي تنتشر فيها المروج والحدائق الخضراء، تُشكّل مدينة الرّياض واحدةً من أهمّ المدن السعوديّة، وتقع في المنطقة الوسطى، كما شهدت المدينة نموّاً مُتسارعاً ضمن المناخ الصحراويّ الذي وُجِدَت فيه خصوصاً في فترة القرن العشرين للميلاد وما ظهرت فيها من تطوّرات في كافّة المجالات السياسيّة والاقتصاديّة. تحتوي الرّياض على العديد من المعالم الحضاريّة، كالمباني العامّة والدينيّة؛ إذ يوجد فيها ما يُقارب 4000 مسجدٍ، ومراكزَ للتسوّق، وشركاتٍ ومُؤسّسات محليّة ودوليّة، والعديد من المعالم الأخرى.[٢]
التاريخيعود تاريخ المملكة العربيّة السعوديّة إلى الأسرة الحاكمة من آل سعود الذين قاموا بتأسيس أوائل المدن في السعوديّة، وكانت مدينة الدرعيّة هي مَركز الحكم السعوديّ في منطقة نجد التي كانت مُقسّمةً إلى مجموعة من الإمارات. في عام 1745م تمّ إنشاء دولةٍ إسلاميّةٍ في أغلب الإمارات التي قَبِلت الانضمام إلى نجد، وامتدّت الدّولة السعوديّة الأولى حتّى انتشرت في مُعظم مناطق بلاد الشّام والعراق.[٣]
شكّل هذا النموّ المُتسارع للدّولة السعوديّة نوعاً من أنواع الخوف عند الدولة العثمانيّة، ممّا أدّى إلى سعيها لمُهاجمة السعوديّة، وتمّ إرسال جيش بقيادة أحمد طوسون، واندلعت حرب أدّت إلى نهاية وجود الدّولة السعوديّة الأولى في عام 1817م، وبعد سنوات ظهرت الدّولة السعوديّة الثانيّة في عام 1843م عندما أصبح الأمير تركي بن عبد الله أميراً للدّولة، وقد تمكّن من السّيطرة على العديد من الأراضي في شبه الجزيرة العربيّة، ولكن انتهت الدّولة السعوديّة الثّانية في عام 1892م.[٣]
في عام 1902م ظهرت الدولة السعوديّة الثّالثة، والتي ما زالت موجودةً حتّى هذا الوقت؛ حيث تمكّن الملك عبد العزيز آل سعود من استعادة مدينة الرّياض للدّولة السعوديّة، وتمكّن في عام 1913م من فرض سيطرته على أغلب الأراضي الساحليّة والتّابعة لسواحل الخليج العربيّ. في عام 1919م نجح الملك عبد العزيز في ضمّ منطقة عسير للسعوديّة، ومن ثمّ في عام 1924م تمكّن من ضمّ كلّ من مكّة المُكرّمة، ومدينة جدّة للأراضي السعوديّة، وفي عام 1932م تمّ توحيد المناطق السعوديّة، وأصدر الملك عبد العزيز قراراً بأن يُطلِق عليها مُسمّى المملكة العربيّة السعوديّة.[٣]
التّضاريس الجغرافيّةتصل المساحة الجغرافيّة الإجماليّة للمملكة العربيّة السعوديّة إلى 2,248,000 كم²؛ أيّ ما يُعادل أربعة أخماس المساحة الكليّة لشبه الجزيرة العربيّة، وتُعتبر أغلب تضاريسها صحراويّةً وجافّةً؛ بسبب عدم وجود المُسطّحات المائيّة على غالبيّة أراضيها، مع أنّ مُعظم مناطق الوديان الموجودة في السعوديّة تفيض في المياه خلال موسم الأمطار. تُشكّل الأراضي الجغرافيّة في السعوديّة تنوّعاً في التّضاريس؛ إذ تشمل على الهضاب، والجبال، والمُرتفعات البركانيّة القديمة، والسّهول المُتنوّعة، والأوديّة، والجُزر المرجانيّة، والمناطق الصحراويّة الرمليّة، وتنتشر فيها أربعة أقاليم جغرافيّة، وهي جبال عسير والحجاز، وهضبة نجد، والصّحراء الرمليّة، والسّهل الساحليّ الشرقيّ.[٤]
المناخيُعتبر المناخ السّائد في المملكة العربيّة السعوديّة مناخاً صحراويّاً، كما يتميّز بالجفاف الشّديد، وقلّة الأمطار خلال السّنة، ولكن بسبب المساحة الجغرافيّة الكبيرة للسعوديّة تنوّعت خصائصها المناخيّة؛ إذ في فصل الصّيف ترتفع درجات الحرارة لتصل إلى أعلى مُعدّلاتها؛ بسبب القرب من خط الاستواء، وشدّة تأثير أشعّة الشّمس، ويصل مُتوسّط درجات الحرارة في شهر تموز (يوليو) إلى 26 درجةً مئويّةً، أمّا في المناطق الساحليّة فيقارب 37 درجةً مئويّةً، ويشهد فصل الشّتاء درجات حرارةٍ مُعتدلةٍ، ولكن في شهر كانون الثاني (يناير) قد تنخفض لتصل إلى درجة التجمّد.[٤]
التّركيبة السكانيّةيصل العدد التقديريّ لسُكّان المملكة العربيّة السعوديّة إلى ما يُقارب 28,160,273 نسمةً، وتعود أصول أغلب السُكّان إلى العرب الذين استقرّوا في شبه الجزيرة العربيّة بنسبة 90%، أما النّسبة المُتبقيّة والتي تُشكّل 10% فهي للمُهاجرين من الدّول المُختلفة. تُعتبر اللّغة العربيّة هي اللّغة الرسميّة للسعوديّة، كما يُعدُّ الإسلام هو الدّين الرسميّ والأكثر انتشاراً في كافّة مناطق المملكة العربيّة السعوديّة.[٥]
الاقتصاديُعتبر الاقتصاد الخاصّ في المملكة العربيّة السعوديّة من القطاعات الاقتصاديّة التي تشهد تنميةً مُستمرّةً؛ إذ يعتمد على الأنشطة الاقتصاديّة المُرتبطة بالنّفط، إذ تمتلك السعوديّة ما يُعادل 16% من احتياط النّفط العالميّ، ممّا أدّى إلى تصنيفها كأكبر مَصدر للنّفط في العالم، ويُساهم قطاع التّجارة النفطيّة في السعوديّة بحوالي 87% من إجماليّ المُوازنة الماليّة، ونسبة 42% من إجمالي النّاتج المحليّ، كما يُشجّع قطاع الاقتصاد السعوديّ على الاستثمارات الخارجيّة في القطاع الخاصّ خصوصاً في مجالات الأعمال والخدمات، ممّا ساهم في توفير العديد من الوظائف، سواءً للمُواطنين السعوديّين أو المُقيمين من الدّول الأخرى، وتمّ العمل في السّنوات الأخيرة على خصخصة بعض القطاعات من أجل المُساهمة في دعم الاقتصاد في السعوديّة.[٥]
المراجعالمقالات المتعلقة بما هي عاصمة المملكة العربية السعودية